هلال مريخ الى متى؟
جاهل انا بكرة القدم ولا اشاهدها ولا ثقافة لي، كما يقولون، بها لا داخليا ولا خارجياً وسعيد بجهلي أيما سعادة خصوصا عندما اعلم ان بعض الناس يبدأ في الاستعداد لتشجيع المباراة قبل أيام، ويوم المباراة يدخلها قبل عدة ساعات منتظراً بدايتها ويمكث 90 دقيقة او تزيد مشاهداً بأعصاب متوترة وبعد ذلك يبدأ النقاش حول المباراة بتوتر اشد ليقنع خصمه بأفضلية فريقه وتدني الخصم. كم من الأيام أضاع هذا الشخص وهي من عمره وماذا جنى؟
ولم اسمع يوماً ان مريخياً تحول الى هلالي ولا العكس. طيب لما النقاش؟
قريب من هذا او مثله تماما السياسيون طائفيون وأيديولوجيون كلهم في المربع الأول مربع الكيد والتشفي من الآخر على حساب لا أقول الوطن ولكن على حساب الأغلبية التي تنتظر ان تعيش من خيرات أغنى بلد وأفقر بلد في العالم.
ستون عاماً وأربعة اضاعها السياسيون كيداً وتشفي كلما حكم حاكم بدأ بالانتقام من الآخر والبحث عن طريقة ابادته الى الأبد (وهذا ما لم يحدث حتى الآن كلهم كالكلب أبو ارواحاً سبعة كما يقولون).
لا خطط لا عمل لا تجرد لا غيرة على الوطن لا شفقة بغالبية الشعب التي تريد ان تعيش كريمة من خيرات بلادها. التعليم رافعة كل أمم الأرض الا هنا لا أثر له لتعالي السياسيين وغرورهم.
حتى الإنقاذ التي جاءت مدركة لكل هذا وحاولت بعد ان سلكت الطريق الخطأ في التمكين بتصفية الخصوم مهما كانت خبراتهم ومؤهلاتهم (لابد من ان نستثني الشهيد م. محمود شريف مدير الكهرباء رحمه الله الذي رفض منهج التصفية على أساس سياسي ونال احترام الشيوعيين قبل الإسلاميين. حدثني مهندس ان محموداً يوم كان مديرا للكهرباء كان أحد المهندسين مبتلىً بشرب الخمر لدرجة انه يحضرها معه ويضعها في درج مكتبه ومحمود يعلم ذلك ويزوره في المكتب ويعامله خير معاملة دون تطرق لهذا وكان أثر ذلك ان ترك المهندس الخمر كليةً).
الإنقاذ وضعت خططا ونفذت من البنيات التحتية الكثير من طرق وكباري وكهرباء وبعض من زراعة فيها بعض الأخطاء ولكن حقاً هي أكبر تنمية مرت على البلاد وان كانت لا تتناسب مع سنين الإنقاذ الطويلة. غير أن احداً لا يذكر لهم ذلك الخير حيث مارسوا فساداً بعده ازكم الأنوف.
جاءت الثورة وكنا نريدها ثورة على الفساد كله وبناء وطن جديد لكن القوم جعلوا من الفساد خشم بيوت فساد يرى وفساد مسكوت عنه في تصفية حسابات واضحة هي الانتقام من الخصم وليس الإصلاح.
خلاصة الأمر نحن من ستين عاماً وأكثر مع هلال مريخ وتوم آند جري كلما حكمت جهة إضاعة الوقت في المعارك وتصفية الخصوم وكل ذلك على حساب الوطن. لا يسمع صوت عالم ولا خبير محلي الا بعد معرفة من يمثل ومن هذه الزاوية مثلوا بالوطن شر تمثيل الى ان دب الإحباط في بنيه.
لأنهم هم هم السياسيون لم يتغيرون فهنا خياران ان يزاح كل السياسيين ويتقدم الخبراء القوم يقودوه الى بر الأمان والخيار الثاني بيع الوطن لمستعمر يفعل فيه ما يشاء ان كان ظريفا يسرق ما يسرق من خيرات البلاد بعد تنمية حديثة واستغلال للموارد.
وان كان ليئما سيسرق خيراتها ويترك أهلها فقراء كما وجدهم او أسوأ بأن يجعلهم يحاربون بعضهم ويمد الطرفين بالسلاح كما فعل في بلاد أخرى.
اللهم الطف ببلادنا وولي علينا خيارنا.
السوداني مايو 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق