الاتصالات الدفع بلا مقابل
عطفاً على مقال الامس في هذه الصحيفة في هذا المكان الذي كان عنوانه (ضعف الشبكات الى متى؟) والذي لمسنا فيه ضعف الشبكات وتدني خدمة الاتصالات وسألت ببراءة من المسئول عن هذه الشركات في غياب الهيئة القومية للاتصالات التي كانت تقوم بدور الرقيب والمحاسب والمعاقب و( الحجاز ) اذا ما اصطدمت الشركات ورأت ان تضارب بعضها.
بعد الثورة أي بعد ذهاب الإنقاذ أُتبعت الهيئة القومية للاتصالات للقوات المسلحة )الجيش( في ظاهرة غريبة أشك ان لها مثيل في العالم. ومع احترامنا الذي بلا حدود لقواتنا المسلحة لكن أرى ان ليس من المصلحة العامة أن تُضم الاتصالات للقوات المسلحة ولا أدري لماذا تم ذلك وهل اخضع لنقاش وبحث ودراسة ام كان امراً فوقياً (أوامر).
هل سال لعاب الجيش لموارد الاتصالات الضخمة من رخص تشغيل ورخص توسعة وامتياز؟ هل تملك القوات المسلحة الكفاءات المؤهلة في هذا المجال المدني البحت؟ هل يعرف عن الاتصالات أدق تفاصيلها؟ أقول ذلك لأني أرى ان لا رقيب على الاتصالات الآن وما يُقدم للمواطن حشف لا يستحق ما يدفع مقابله. هل يعلم مستخدمي الهواتف والشبكات انهم يدفعون ضريبة 35 % تأخذها الضرائب من كل مكالمة او كل فاتورة. نسبة عالية جداً وليتها مقابل شي يستحق كم من الزمن ينتظر المستخدم للأنترنت لتفتح معه صورة وتظل (حوطة مبوطة لافة) قرابة الدقيقة، في بعض الأحيان، لتفتح معك صورة بعد نفاد الصبر لتقول لك (جمعة مباركة). أما الفيديوهات فحدث ولا حرج من ضعف الشبكات يمكن ان تنتظر أكثر من خمس دقائق ليكتمل تحميل فيديو صغير اما اذا كلن الملف كبيراً فعليك ان تسهر له سهرة الى ان ينام الناس وكانه (موية قمح. هذه لناس الجزيرة فقط).
من يدفع يريد ان يرى مقابل ما يدفع خدمة تستحق الدفع والا اصبح في عداد أكل أموال الناس بالباطل. كيف تعمل الأجيال المتخلفة حتى الآن الجيل الثاني والجيل الثالث وعلى حياء يوجد جيل رابع (كالسلَطة في صينية الغداء قليلة وفي الزاوية) لبعض المواطنين في بعض المدن والعالم يستقبل الجيل الخامس قريباً.
حتى الرقابة على شركات الاتصالات أصبحت ضعيفة في غياب الهيئة القومية للاتصالات ومثال على ذلك استغلت شركة سوداني التثقيف بجائحة الكورونا وصار العداد يعمل فورا وسوداني تبيعك التثقيف (الكوروني) قبل ان توصلك بالطرف الثاني او تقول لك الطرف الثاني غير متاح وكل هذه التثقيف على حسابك غصباً عنك. أهذه هي المسئولية المجتمعية يا سوداني؟ رغم اني اشهد ان سوداني اكثر الشركات رافة بالعميل من غيرها.
ادركوا قطاع الاتصالات والذي عليه يُبنى الكثير من التطور الاقتصادي وتقديم الخدمات التي تساعد في معاش الناس الذي اصبح عسيراً.
لابد من إعادة النظر في مدنية الاتصالات وتطويرها.
مدنيااااو مدنيااااو مدنيااااو
السوداني مارس 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق