الثلاثاء، 2 يونيو 2020

رحل الشريف بدر


 

رحل الشريف بدر

 

(نصف الناس ضد الحاكم وان عدل).    

إنا لله وانا اليه راجعون. هل تمنعنا السياسة من الكتابة عن قريب وصديق عزيز؟

اكتب اليوم مودعاً رجلاً عاماً وللعمل العام ضرائبه وخصوصاً في السودان، حيث الحسد كما قال بروفسير عبد الله الطيب رحمه الله. في العمل العام إن فعلت مائة حسنة وأخطأت خطأً واحداً لن يشكروك على المائة بل سيظل الحانقون والاتجاه الاخر في محطة الخطأ الواحد.

        حديثي اليوم ليس عن الشريف السياسي ومتى اتفق السودانيون على سياسي؟ ولكن الحديث عن الشريف الأخ الودود السكوت الذي لا يرضى النميمة ولا سيء القول حديثنا عن الشريف الذي يعمل الخير في صمت، شخصيا وغيري كثيرون ما ان تطلب منه طلباً عاماً وأشدد على عام وهذا مبدأه لا يقصر ابداً ويكره ما يكره الطلبات الخاصة ولا يفعلها، فيما اعلم، ان جئته لبئر ماء للقرية كما فعلنا في 2000 م وهو والي للولاية يطلب اول ما يطلب القرية بتساهم بكم الوضع المالي للولاية ضعيف جداً والمرتبات في تلتلة. أقول بعشرة آلاف جنيه يقول على بركة الله وينجز المهمة ويشركنا في المتابعة الى ان يتم البئر.

     اذا سألنا عوناً لمدرسة لا يقصر ليس مع اقاربه فقط ولكن هذا ديدنه مع كل عمل عام. وبصماته في المنطقة لا تحصى وما طريق اللعوتة الْتي الذي سبب له الأذى ومن كبار حتى شيخهم الكبير اتهمه في ندوة عامة بانه رصف طريقاً لزوجته وكتبت يومها مقالاً ساخناً انتقد فيه الشيخ الكبير الذي فَجر في الخصومة الى حد كبير. فضل الطريق بالشراكة بينه والاخ الراحل عبد الوهاب محمد عثمان عمل لا ينسى وغيّر وجه المنطقة كلها وقفز باقتصادها قفزة كبيرة. مازال الحديث عن الشريف الانسان ابن المنطقة.

         الخلاف السياسي لن يمنعنا من قول ما نعرف من صفاته الحميدة، في نظر الكثيرين ان الشريف قاسٍ مع موظفيه وهذا مبلغه او منهجه في علم الإدارة. رب قائل أصلا هو بقى حاكم كيف هذا خطأ الحركة الإسلامية كلها ان تولت الحكم بانقلاب وليس خطأ فردي يحاسب عليه المؤتمر الوطني الذي ابعد الإسلاميين الخلص وعاث في البلاد فساداً.

   ويحدثونك عن أخطائه ويصورنها بالمهلكة مثلاً الخطوط الجوية السودانية كم من رؤساء مجالس الإدارة مروا على هذه الخطوط منذ انشائها 1947 لماذا التركيز على الشريف فقط؟ كيف وجدها الشريف وجد فيها أكثر من خمسة آلاف موظف ومن جهات معينة كلهم يعيشون على حساب سودانير وشركة بهذا الترهل لا بد من ان تنهار مهما كانت ولكنها وصلت الحد في زمنه ايحاسب عل كل ماضيها؟ بالله منصف ينشر تقارير سودانير كيف كانت قبل الشريف؟ اجتهد في انقاذها باستجلاب عارف على انها من بيت المال الكويتي ويمكن ان تتجاوز العقوبات الامريكية وطلعت اقل من الطموح وطلعوا تجار فقط.

  ومن من السياسيين لم يخطيء في هذا السودان العجيب؟

اشهد انه يوم كان رئيسا لمجلس إدارة مشروع الجزيرة ينفق كل راتبه على فقراء في قائمة يعرفها الموظف نور الدائم ويتولى توزيعه ولا يدخل جيبه منه قرش واحد.

اللهم ارحم صديقنا وقريبنا الشريف وادخله فسيح جناتك بغير حساب وبارك في ذريته لقد أوذي كثيراً. 

  السوداني مايو 2020

ليست هناك تعليقات: