الاثنين، 1 يونيو 2020

ولاية الجزيرة بلا معلمين


ولاية الجزيرة بلا معلمين

 

من يصدق هذا العنوان؟ أنا لا اطعن في المعلمين القائمين على التعليم في ولاية الجزيرة الآن، ولا جندرتهم ولا تدريبهم ولا مؤهلاتهم. لكن إن قلت منذ العام 2013م الى يوم الناس هذا لم يمت معلم واحد ولا أُحيل الى التقاعد معلم ولا معلمة هل تصدقوني؟ سبع سنوات بالتمام والكمال لم يدخل شئون الخدمة أو الموارد البشرية ملف لتعيين معلم واحد. ولك ان تتخيل كيف هو النقص الحاصل في المعلمين في ولاية الجزيرة (صراحة لأعرف حالة الولايات الأخرى) ولكن هذه الولاية تقريباً الثانية من حيث الكثافة السكانية كانت تمنح الفي وظيفة كل عام.

جاء منظر النظام البائد القاهر لموظفيه والنقابات المدجنة المنتفعة وقال: ليس هناك نقص في المعلمين ولكن سوء توزيع، ما لم يعاد توزيع المدرسين بعدالة لن يعين معلماً. وهو يعلم استحالة توزيع المعلمين كما كان في السابق يوم كان راتب المعلم مغرٍ وينفذ النقل الى أي جهة في السودان ناهيك عن الولاية حيث كانت ميزات المعلمين وسكنهم المشهورة بالترف. الآن مع هذه الرواتب التي لا تكفي لأسبوع أي عرض للنقل مرفوض ولن تقبل جهة إسكان المعلمين وإعاشتهم. والراتب لا يكفي لأي شيء حتى تضاف له فاتورة ترحال.(والمواصلات فاضيييية على قول عادل امام).

  لنترك التعيين الجديد الذين ماتوا والذين تقاعدوا أين بديلهم؟ وأين ذهبت مرتباتهم ومخصصاتهم (حلوة مخصصاتهم دي سبحان الله هم عندهم مخصصات غير الشقاء، مخصصات دي تكون فوق محل الخلافات السياسية والكيكة ومن بيدهم القلم).

أي خلل في التعليم هو خلل أجيال قادمة آثاره ستكون مضاعفة وأحسب ان كثيراً من الظواهر الآن هي نتيجة طبيعية لضعف في التعليم في زمن مضى.

المحنة التي لم يلتفت اليها اباطرة الإنقاذ إن فراغ تعيين المدرسين بشروط مجلس المهن التربوية والمنافسة الشريفة سيحاول المجتمع سده بمعلمين غير مؤهلين وربما لا علاقة لهم بمهنة التعليم اللهم الا الفراغ ونجد المتطوعين والمتعاونين والخدمة الوطنية يدخلون الفصول وليس لهم بالتعليم أي علاقة. هل فيكم من ركب طائرة يجلس على كرسي قيادتها من لم ير الطائرة الا ذلك اليوم إن بقي الركاب على المقاعد لجهلهم بجهل كابتنهم الذي هو مثلهم في معرفته بالطائرة ما النتيجة؟ قطعاً النتيجة فناءهم جميعاً. وكذلك المعلم غير المؤهل وغير المدرب.

أدركوا التعليم بالسودان كله ولتكن البداية إصلاح حال المعلمين مما جميعه تأهيل، تدريب، والعائد المادي. المعلم المتخصص يغطي كثير من الثغرات في المنهج إن وجدت. لتكن البداية بالمعلم وليس المنهج يا فلان.

لا أملك إحصاءات رسمية من ولاية الجزيرة ولا أحسب انها من السهولة بمكان وحسب معلومة من مدير عام سابق أن النقص لا يقل عن 14 ألف معلم في كل المراحل.

ليبدأ بناء الدولة المحترمة التي ننشدها من التعليم.

السوداني مارس 2020

     

ليست هناك تعليقات: