الاثنين، 29 يونيو 2020

محادثات السلام لماذاِ؟

 

تضمنت الوثيقة الدستورية، متعددة النسخ، قيدا زمنيا لتحقيق السلام هو ستة أشهر. ولتنفيذ ذلك وبمشاورات ومشاركات تمت دعوة الطرفين الى دولة جنوب السودان لتكون مقراً للتفاوض نسأل الله لهم التوفيق لتحقيق سلام يحفظ لهذه البلاد كرامتها ويضعها على بداية طريق التنمية المتوازنة.
المفاوضون من جانب حكومة الفترة الانتقالية هل بحثوا في أسباب تمرد الطرف الآخر؟ ومنذ متى؟ ولماذا حملوا السلاح؟ وماذا يريدون الآن؟ هل من ضمان ألا يصيب ما اصابهم أي جهات أخرى؟
نفترض ان محادثات السلام آتت أُكلها وتوصل الطرفان الى اتفاق مقبول للطرفين هل سيعودون بالاتفاق للشعب ليقول رأيه فيما اتفقا عليه ام سيكون امراً ناجزاً رغم عدم تمثيل الطرفين وتفويضهم من قبل اختيار شارك فيه الشعب واختار ممثليه.
لنتجاوز هذه الطيبة الزائدة من الامتثال للأعراف ونقول إنهما بحكم الواقع والسيطرة بالقوة على مفاصل الدولة من اعلام وقانون انجزا اتفاقهما. هل سيعودون ويجدون المناخ هادئا وليس امامهم الا الاستمتاع بالحكم ونشر أفكارهم وليس هناك معكر ولا معكنن؟
طبعاً لا. لأنهم منذ اندلاع الثورة المباركة جهزوا البديل وجهزوا العدو القادم، منذ أيام أي كوز ندوسو دوس. لم يقصروا الأمر على الفاسدين من الكيزان او غيرهم ولو كانت لهم رؤية لقصروا الأمر على عيوب الحكم السابق وخصوصاً الفساد. الفاسدون ليس هم الكيزان بالجملة ومن الكيزان من كره الفساد وكره ممارسيه وبدأ ينصح ولما لم يسمع نصحه إما انسلخ منهم او دخل في حالة بيات وانزوى يتفرج. كان يمكن لهؤلاء أن يكونوا عوناً على فضح الفساد، ولكن الحكام الجدد ملأوا الشارع غبناً على الإسلاميين بالجملة وليس كلهم فاسدين ولا ساكتين عن الفساد ولكن بطريقة الشحن الشعبي هذه جعلوهم يحنون الى بعض وينصرون الظالمين منهم والمظلومين.
وبغباء يحسد عليه من اختار الوزراء ومدير المناهج. والأخير أتم الناقصة وأضاف كل المسلمين وليس الاخوان وجعل المسليمن بكل اتجاهاتهم أعداء للثورة وتوجها بطرحه للفكر الجمهوري المنبوذ من عامة المسلمين.
تجميد المؤتمر الوطني وإقصائه من الحياة السياسية، هل نسي هؤلاء إن المؤتمر الوطني لم يكن يمثل أيدولوجية، في راي الكثيرين، بل انتهى الى شلة نفعيين ومستفيدين هل يعقل ان تنزع الرضّاعة منهم ويسكتون متى سكت طفل بعد نزع مصاصته او رضّاعته اللهم الا إذا نام؟.
لا نريد ان نتحدث بلغة الاخلاق السياسية ونقول اقصاء أي جهة، عمل غير ديمقراطي اللهم الا ان كانت الديمقراطية حلما وامنية في عقول البعض.
كان يمكن لهذه الثورة المسروقة أن تتحلى بشيء من الأمانة وتحدد أهدافا واضحة أولها محاربة الفساد بكل صدق وكل الفساد وليس فساد أعضاء المؤتمر الوطني ولو على سبيل التموية أن تقدم فاسدا من غير المؤتمر الوطني لتقول انها لا تنتقي وتعامل الفاسدين بما يستحقون. وان يوكل الأمر للقضاء وليس للجنة تبحث لنفسها عن حصانة تحمي شهوتها في التشفي.
أين ستكون محادثات السلام القادمة؟ والساقية لسا مدورة.

ليست هناك تعليقات: