ما أسهل الخراب
من أخطل قرارات ثورة مايو في بداياتها أيام سيطرة الشيوعين على حكومة جعفر نميري قرارات التأميم والمصادرة التي أوردت الاقتصاد السوداني موارد الهلاك التي يعاني منها الى يوم الناس هذا؟ فهربت رؤوس الأموال الأجنبية وانهارت المؤسسات المصادرة والمؤممة.
وعندما ادرك نظام مايو أخطاءه بعد ان تخلص من الشيوعيين الذين أرادوا التخلص من نميري 1971 م عاد ليرمم ما خربوا وأعاد بعد المرافق المصادرة ودفع التعويضات ولكن الجرح لم يندمل.
لك ان تتخيل مؤسسات سهر عليها أصحابها ليالي وسنين أي كان مصدر رأسمالها يفقدوها في لحظة. مثال مزرعة عثمان صالح التي بالقرب من الباقير وهي من أشهر المزارع في ضواحي الخرطوم الجنوبية عند مدخل ولاية الجزيرة . معلوم أن المزارع لا تقوم بين يوم وليلة ولكنه جهد سنين ورعاية أجيال يزرعون الأشجار للأجيال القادمة وقطعاً من العمال من يحفظ تاريخ كل شجرة في المزرعة واحتياجاتها. ويأتي سياسي غير راشد ويصادر المزرعة ويطرد صاحبها وعماله ويوكل امرها لموظفين او قوات لا تعرف التبش من الجرجير. وبعد شهور معدودة تصبح خراب يراه كل من يمر بها. تموت الأشجار وتموت الزروع بجهل (الملاك) الجدد وهذا ما حدث لتلك المزرعة ورآه كل مسافر بطريق مدني في ذلك الزمان.
وليس خيرا من مزرعة عثمان صالح كل المؤسسات التي صادرها الشيوعيون في مطلع أيام (ثورة مايو). فشلوا في إدارة المؤسسات المصادرة والبنوك المؤممة ولم تتعافى الا بعد ان تراجعت عنها مايو ودفعت تعويضات للكثيرين.
الإنقاذ لم تصادر المؤسسات ولكنها صادرت الإدارات ووضعت على كثير من المؤسسات ومن لا يعرفون كوعهم من بوعهم، مثال كانت هناك مزرعة في بداية حلة كوكو بها مئات الابقار ترفد المواطنين بالحليب وبها من الكفاءات من يعرفون كل اسراها وضعوا على راسها اداري (رسالي) بعد سنة واحدة كانت قاعاً صفصفا (ولا عجييل ما فيها) وكما الأفلام كتب THE END
والأمثلة الفاشلة لادارة المال المغصوب كثيرة.
لماذا لا تتعلم الحكومة من الدروس السابقة؟ لماذا لا تعالج الأخطاء؟ الأطباء يعالجون المرض ولا يقتلون المريض. هذه اللجنة التي جعلت الحكومة تفكك ولا تربط لم نسمع بشيء ربط منذ سنة كاملة تفكيك تفكيك.
الذي أصدر قرار منظمة الدعوة بهذه السرعة وهذا التشفي هل يعرف ماذا تقدم المنظمة في السودان وخارج السودان؟ وهل هو قادر على إدارة هذه الأصول المصادرة أم سيكون مصيرها مزرعة البان حلة كوكو؟
لماذا لم يبحث عن الأخطاء وتصويبها؟ لماذا لم يحاسب ويغير في القوانين او التسهيلات الممنوحة للمنظمة لو كانت غير مقنعة؟ لا اعرف كثيراً من أصول المنظمة اللهم الا جانب التعليم وهي مدارس من نوعين مدارس خيرية للمناطق الفقيرة نجمة واحدة ومدارس للمتوسطين والاغنياء خمسة نجوم (طيب أربعة علشان ناس كبس ما يزعلوا). من سيدير هذه المدارس المنتشرة في السودان وخارج السودان؟ بدون سابق خبرات؟
لماذا كلهم في مربع الخراب ومربع البناء خالٍ؟
السوداني ابريل 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق