الثلاثاء، 2 يونيو 2020

الحلو مر

 

 

الحلو    مر

 

      الحلومر إنه لشيء غريب ان يكون الحلو مراً؟ هذا المشروب الرمضاني السوداني يحتاج وقفات واستفهامات. منْ أول من فكّرَ فيه؟ وهل بدأ بهذه النسخة التي بين أيدينا أم تَدرجَ بهاراً بهاراً الى ان وصل الى ما وصل اليه؟ وهل يمكن إضافة بهارات او مكونات أخرى أم ما عاد يقبل إضافة؟ متى كانت أول (طرقة) حلومر؟ وأين؟ مجال بحث جيد لكليات التغذية أليس كذلك؟

هل من أمل في تطوير صناعته أو مكوناته؟ أو اختفائه؟

     يقول محدثي أن نساء المدن درجن على ان يذهبن الى ذويهم في الأرياف والمدن الصغيرة قبل حلول شهر رمضان بفترة بحجة (عواسة) الحلومر. ما كان ذلك في زمان ماضٍ موضوعاً يحتاج وقفة. لكن الجديد في زمن الكورونا والمكرونة جعل منه موضوعاً. يقول محدثي أن اسرة صغيرة خرطومية خرجت بحجة صناعة الحلومر كلفتهم رحلة الذهاب 2000 ج (الفا جنيه بالمناسبة ناس البنوك لا يقبلون مثل هذا التمييز ليه؟ ويصرون ان تكتب الفين جنيه) المهم في الأمر مكثت الاسرة الصغيرة (المرأة وشفعها) عدة أيام بين الأسبوع والعشرة أيام وانتهت مهمة صناعة الحلومر المجهدة وجاء وقت الرجوع الى الخرطوم وكانت مواصلات ما بين المدن قد مُنعت اضطرت الأسرة الصغيرة أن تستأجر وسيلة مواصلات كلفتها أربعة عشر الفاً (فقط). هذا غير تكلفة مدخلات الحلومر التي تضاعفت في عام القحط هذا ككل السلع.

       السؤال: متى نستخدم العقل ونترك العادات والعواطف؟ الا توجد بدائل لهذا المشروب الحلومر؟ أما رأيتم كيس القنقليس زنة 400 جرام في الأمازون مكتوب عليه 14.99 دولار. بالله ال 15 دولار ×146= 2190 ج تساوي كم شوال قنقليس؟

    الكركدي اليس بديلاً؟ كل الفواكه من برتقال وليمون ومانجو (شوف الليمون دا اتوسط الجماعة كيف؟). أليست كل هذه بدائل؟ لماذا رهق الحلومر والسفر اليه وارتفاع مدخلاته كلما قرب رمضان؟

   ليس السياسة وحدها في السودان هي الصورة الوحيدة المقلوبة التي تحتاج الى تعديل (الصورة دي مقلوبة لازم نعدلها التحية لفتح العليم الطاهر) بمناسبة السياسة رأيت في الواتساب  نداء من جمعية الخلاص ترفع شعاراً (لا قحاطة لا كيزان عشان نحميك يا سودان) صراحة فرحتي به بلا حدود وتتم الناقصة لو قالو لا اتحادي لا أمة بلا طائفية بلا لمة.

بالله أحزابنا هذه اليس كلها مر ولا حلو فيها؟

كل من هذه الأربعة مكونات تبدأ بطاقة اكثرها 50 % لأن كيدها للخصم يستهلك 50% من مشروعها خصما على السودان. اسأل الله ان يوفق جمعية الخلاص هذه والتي لا اعرف منها احداً وأساله تعالى ان تكون من شباب مخلصين لا ينتمون لأي شيء من القديم ونبدأ بهم بناء السودان.

ويومها سيكون الحلو بلا مر.

 السوداني ابريل 2020 

 

ليست هناك تعليقات: