السيد محمد احمد محجوب المحامي
صديقي وزميل الدراسة وزميل الغربة الأخ الفاضل ود العطا (الباقي بعدين) رجل حبوب طيب القلب لا يحمل هماً في هذه الدنيا ضاحكاً متفائلاً لا تجده مهموماً أبداً، ما شاء الله تبارك الرحمن. معرفتي به امتدت منذ مطلع سبعينات القرن الماضي في معهد المعلمين او كلية التربية لاحقاً.
كنا نناديه بأسماء كثيرة ود العطا، ود القبائل ، محجوب ، محمد أحمد ويجيب عليها كلها أن لبيك لا يعترض أي من هذه الأسماء الكثيرة. طبعا سألنها ما سر هذه التعدد الاسمي كانت اجابته إن اباه سماه رفعاً السكين وكبر واسماه السيد محمد احمد محجوب المحامي الله أكبر. مما يدل على اعجاب والده بالسيد محمد احمد محجوب السياسي المعروف ووزير الخارجية ورئيس مجلس الوزراء وقبل ذلك ثاني اثنين رفعا علم الاستقلال هو والسيد إسماعيل الازهري أم العكس يا اخوانا (ما يحيرني في صورة رفع العلم ذلك الجندي واضح الصورة بينهما الذي لا يذكره أحد، كتبت ذلك مرة وعرفت اسمه وهو امدرماني رحمهم الله جميعاً).
نعود لصديقنا ود العطا مرت كل هذه السنوات او قل العقود، قاربت الخمسة عقود الآن، ومحجوب هو محجوب بقلبه الأبيض الصافي الذي لا يحمل هماً ناهيك عن حقد او ضغينة.
في العام الماضي زارني محجوب وقضينا وقتاً ممتعاً كله ذكريات جميلة (بالمناسبة نحن سكان ضواحي الخرطوم في داخلنا ان على الأصدقاء ان يزورونا وليس واجب علينا رد الزيارة لما للخرطوم من جاذبية لكل اهل السودان رغم قبحها وغبارها) يحز في نفسي ان لا أرد الزيارة لود العطا في دامر المجذوب وكأن المسافة بين الدامر واللعوتة ليست كالمسافة بين اللعوتة والدامر.
في زيارته الأخيرة انتبهت لأول مرة لتاريخ ميلادنا الذي هو مطلع خمسينات القرن الماضي ولم يكن المحجوب وقتها معروفا حتى يُسمى عليه. وسألت السيد ود العطا (اجهجه عشرة زيكم بكثرة أسماء صديقي) محجوب نحن من مواليد مطلع الخمسينات كيف عرف والدك، رحمه الله، المحجوب حتى يسميك عليه؟
قال الحبيب ود القبائل (قربنا لحزب الأمة لازم نستعمل كلمة حبيب) كانت في الدامر مشكلة عويصه وجاء اهل الدامر للسيد عبد الرحمن المهدي لحلها فانتدب لهم السيد محمد احمد محجوب لحلها وذهب المحجوب الى الدامر وحل المشكلة واعجب به الجميع غير ان والد صديقي ود العطا كان اكثرهم اعجاباً وسمى ولده ( السيد محمد احمد محجوب المحامي) حتة واحدة. بالله انا اشكو من اسمي المركب الذي جعل كثير من زملاء الدراسة ينادونني ب ود المصطفى وما هو الا اسم واحد وانا ابن إبراهيم ومحجوب على كثرة اسمائه ما رايته نافراً من واحد منها. نسيت ان أقول لكم ان صديقنا العزيز تفوق علينا في الكثير ليس تعدد الأسماء ولكن تعدد أشياء أخرى. (في داعي للمشاكل دا هو عمر تعدد).
حفط الله أبا أسامة وادام الود بيننا. أبو اسامة دي هوادة مني اليكم بذا كم اسماً أصبح يحمل صديقي العزيز الرائع ود العطا؟
السوداني ابريل 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق