الثلاثاء، 16 يونيو 2020

ميناء بورتسودان ينتحب

ميناء بورتسودان ينتحب

  معذرة للعنوان (ميناء بورتسودان) فهو خطأ شائع مثل قولهم شبكة الانترنت فخلطوا عربي بإنجليزي وجاء التكرار في المعنى وليس في الشكل (شبكة هي بالإنجليزية نت وعندما تقول شبكة الانترنت كأنك تقول شبكة شبكة العالمية). وأيضاً ميناء وبورت.
     ليس هذا درسنا اليوم ولكن بل كدت  أعنون المقال (الثغر غير باسم) من أسماء المدينة الجميلة الثغر أي ثغر السودان او فمه. هذا الفم اليوم يشكو من كثير من أمراض الفم ولا داعي لذكر أمراض الفم ومضاعفاتها.
         قبل يومين قرأت خبراً عن عدد البواخر المنتظرة وعدد التي على الرصيف أي في حالة تفريغ وستنتظر السفن خارج الميناء شهراً إذا استمر معدل التفريغ بهذا المعدل 3 على الرصيف و14 في الانتظار. وهذا العجز في تفريغ وشحن الحاويات له انعكاسات كثيرة. هذه البواخر الواردة او الصادرة تغرم أصحاب البضائع مدة التأخير وبالدولار وهؤلاء المصدرون او المستوردون سيضعون هذه الغرامات وبدم بارد على الواردات مما ينعكس غلاءً، أما المصدرون فإن حاولوا إضافة الغرامات على الصادرات ربما تخرج من المنافسة العالمية ولا يجدون لها طلباً في مستقبل الأيام.
       الغرامات هذه واحدة والثانية ان كثيراً من الخطوط الملاحية العالمية صارت تتجنب ميناء بورتسودان لما يسببه لها من تأخير سفنها والتي ينعكس في عرقلة برامجها والتزاماتها نحو الآخرين والمنافسة كبيرة. على الشاطئ الآخر لبورتسودان ميناء جدة الإسلامي والذي كنا نسمع في نشرات الأخبار ان الانتظار صفر أي ليس هناك باخرة لم تفرغ ولا هناك باخرة منتظرة الشحن. سبحان الله.
     بعد بضع أيام من الخبر أعلاه طالعتنا أمس (كوش نيوز) نقلاً عن صحيفة آخر لحظة بالخبر التالي توقف ميناء بورتسودان عن العمل. مرة واحدة لا باخرة ولا اثنتين ولك ان تتخيل ميناء كاملا ليس فيه رافعة واحدة تعمل. وتضيف الصحيفة ان الرافعات الألمانية استبدلت بأخرى صينية قبل عدة سنوات وهي الآن متعطلة جميعها.
  زادوا الخبر المأساة بان هناك قرارا يمنع السفن من استخدام رافعاتها. منْ صاحب القرار؟ ومنذ متى؟ ولماذا؟ وعلى ذكر القرار غير المراجع تقول بعض المصادر ان عشرات اللجان زارت ميناء بورتسودان ووضعت توصياتها ولم تنفذ ولا توصية واحد منها حتى اليوم.
  البكاء على الموانئ وأهميتها تدفع اليمن ثمنه حرباً وجيبوتي وتبكي اثيوبيا حسرة على انفصال اريتريا وضياع ميناء مصوع منها. أتعجز دولة نالت استقلالها قبل أكثر من ستين سنة ان تدير ميناءها شبه الوحيد. وقد منحنا الله أطول ساحل على البحر الأحمر.
من يخرجنا من هذا الضيق من يجعل ميناء وميناءين او ثلاثة تعمل كما تعمل دول العالم حتى تصبح الموانئ استثمارا حيث تكفي السودان ودول الجوار الأفريقي المخنوقة مع طرق برية وسكك حديدية.
ماذا لو نزلت بعثة الأمم المتحدة في بورتسودان ولا تغادره إلا وهو ميناء عالمي؟


ليست هناك تعليقات: