الثلاثاء، 9 يونيو 2020

حمدوك و (سلعتي)

 

الغلاء على كل لسان ما من سلعة الا لها كل يوم سعر جديد. الكل يرمي اللوم على تدهور سعر الصرف للجنيه السوداني وما هو الا عرض لمرض اقتصادي مستفحل هو قلة الإنتاج وكثرة الاستهلاك والفساد. ما لم ترجح كفة الصادرات بكفة الواردات فلا عافية ترجى. رغم ما بالواردات من سفه الا أنه يمكن تحمل السفه إذا ما رجحت كفة الصادرات، وليس صادرات فقط ولكن صادرات حقيقية يعود عائدها على وزارة المالية عديل ليس مُجنباً ولا مُهرباً ولا (فاخراً).

عندما سأل صديقنا شوقي عبد العظيم السيد رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك في لقاء التلفزيون أول أمس عن الغلاء كان رد السيد رئيس الوزراء المؤقت أن هذه المسألة حُلت ببرنامج (سلعتي). فتحت عينيَّ كبيرتين وخلعت نظارتي لأرى اين (سلعتي) هذه التي يتحدث عنها السيد الرئيس إذ حديث الرئيس ليس كحديث العامة ويجب ان لا يتحدث عن الاماني وانما عن البرامج التي عبرت ونُفذت ونجحت. وقال بالحرف الواحد ان هذا البرنامج يخفض السلعة 30 %. اذ فكرته البيع من المنتج الى المستهلك دون وسطاء وسماسرة. رغم شرعية ما بين المنتج والمستهلك كتجار القطاعي مثلاً والأمر ليس كله سمسرة هنا خدمة تقدم.

كنت اسمع عن برنامج (سلعتي) والذي سمعت انه بدأ في بعض احياء الخرطوم ولم يشملها جميعاً وليس دائماً، يعني تجربة في بداياتها جداً لم تصل مرحلة ان يتحدث عنها رئيس مجلس الوزراء جازماً بانها حلت مسألة الغلاء، والذي هو رئيس لكل السودان وليس لأحياء الخرطوم الراقية (الراقية هنا مجازاً أشك ان في الخرطوم حيا راقيا بمعنى الكلمة نظافة وتهوية وطرقاً وتخطيطاً وصرفاً صحياً وحدائق وكده).

بدأت البحث عن تجربة (سلعتي) وأين وصلت ومن لهذه المهمة غير صديقي وصديق الكل د.ياسر ميرغني الذي حولني الى الأستاذ مجاهد علي الحسن جزاه الله خيرا(الجديدة) قال مجاهد ان الفكرة هي البطاقة التموينية القديمة بوسائل عصرية حديثة حيث دخل في الامر الرقم الوطني ورقم الموبايل إذ على كل رب اسرة ان يسجل اسرته بأرقامها الوطنية ويحدد مكان لاستلام ما يريد من سلع في الحي او في القرية او أي جمعية تعاونية إن وجدت وعبر تطبيق محكم يمنع تسجيل الفرد اكثر من مرة في كل انحاء السودان. والجديد في الامر ان السعر سيكون موحداً في كل انحاء السودان بعد معالجة فرق سعر الترحيل تكافلياً.

يعني الأمر في طور الفكرة وهذا ما لا يتعكز عليه مسؤول في قامة رئيس مجلس وزراء الذي حيرني كيف قبل شوقي هذه الإجابة بهذه السهولة وانتقل الى غيرها من أسئلة لو كنت مكان شوقي لشددت شعر رأس حمدوك مستنكراً الإجابة غير الواقعية (ها قد نسيت اذ لم يبق لشوقي شعر رأس يُشد).

السيد حمدوك هل تعرف من هذا السودان غير وسط الخرطوم؟

ليست هناك تعليقات: