الثلاثاء، 16 يونيو 2020

التهميش الاتصالاتي


قلت لابننا إبراهيم، وإبراهيم هذا أبوه من الخرطوم وأمه من قريتنا، سألته في هذه الأيام أيهما أحسن القرية أم المدينة؟ كانت إجابته عجيبة: صراحة القرية أحسن لكن فيها عيب واحد ضعف شبكات الاتصالات، لا تستطيع ان تنجز كثيرا من الأشياء لضعف الشبكات.
  وافقته على إجابته وزدت يا ما كتبنا وطلبنا بتحسينها ولا مجيب، بالله كيف تقبل هيئة الاتصالات هذا الظلم وعدم المساواة لمواطنها وهي التي يجب ان تأمر شركات الاتصالات بتقديم خدمات متساوية وممتازة للجميع حتى تعضد شعار الثورة (حرية سلام وعدالة). 
     من التغذية الراجعة لمقال (البنك الزراعي البنات فاتوك) تلقيت اتصالاً من الأخ الرشيد مدير قطاع الجزيرة للبنك الزراعي مشكوراً بعد حديث طيب عن مشاكلنا مع البنك وكيفية الحلول والاستفادة من الانترنت شكا مر الشكوى من مشاكل الشبكات وزاد أن ثلاثة فروع من فروع البنك بالجزيرة غير مربوطة بالشبكة. سبحان الله الى هذا الحد غير مربوطة تماماً. طيب كيف تتعامل مع عملائها في هذا العصر.
     اتصال آخر من قيادي بالبنك الزراعي (اتذكرتو قيادي بحزب المؤتمر الوطني) قال القيادي كل فروع البنك الزراعي في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى (الكبرى دي من عندي انا، مش أحسن من الاتجاهات الاربعة زائد الوسط) والنيل الأزرق مربوطة بالشبكة إلا بعض فروع ولاية الجزيرة وبعض فروع ولاية نهر النيل. طيب مين المهمش؟
       ضعف الشبكات خارج الخرطوم ظلم طال ليله لا يعقل ان يستمر وخصوصاً بعد تغير الحال الاقتصادي وغلاء الوقود الذي جر ارتفاعاً مضاعفاً في تعرفة المواصلات. إن كان الأمر بالأمس فيه شيء من الترف اليوم أصبح ضرورة يجب استخدام الاتصالات الى أقصى حد في كل التعاملات الحكومية والتجارية.
     ما الذي يجعل بعض الشركات خدماتها في بعض المناطق 2G  وفي الأخرى 4G  على أي أساس هذا زبون وهذا زبون وكلهم يدفع مالاً لماذا لا تتساوى الخدمة في كل أبراج الاتصالات دفعة واحدة كما هو في كثير من دول العالم . عندما تصلك رسالة فيها ملف كبير او مقطع فيديو أو تريد أن تنزل شيئاً يتملكك الهم من دوران التحميل (الحوطة مبوطة) ويبدأ في الدوران ليس لثوانٍ ولكن لدقائق واحياناً ساعات. أليس هذه خدمات أخير عدمها؟
   أليس لهيئة الاتصالات سلطات بموجب العقد مع هذه الشركات يلزمها بتقديم خدمات ممتازة ومتساوية وإن عجزت تفتح الطريق لشركات مقتدرة تقدم الخدمات بعدالة.
      الفقر يجر الى الفقر بؤس خدمة الشبكات يجر الى التحرك الفيزيائي لشراء أو بيع او اجتماع او تعليم عن بعد يضاعف استهلاك الوقود والذي هو بعملات صعبة. الحاجة الآن لشبكات على مستوى العالم لا نطالب بالجيل الخامس فقط ان تكون خدمة الجيل الرابع في كل السودان وتختفي خدمات الجيل الثاني والثالث. طبعاً إذا تراخت الهيئة القومية للاتصالات ستقدم الشركات عدة مبررات للتهرب من تقديم خدمات متساوية وأقل هذه المبررات هي كثافة المستخدمين وهذا عذر أقبح من الذنب في رأيي لأن عواقب عدم المساواة هجرة الى المدن على ما بها من تكدس.
وعدتنا (سوداني) يا إبراهيم بتحسين الخدمة في منطقتنا ولم نجن إلا طيب الحديث دون فعل.

ليست هناك تعليقات: