الثلاثاء، 2 يونيو 2020

ميتة وخراب ديار

 

 

ميتة وخراب ديار

 

      إخواننا السعوديون يقولون إذا رأيت مقابر العود تعج بالمشيعين فاعلم إما أحد افراد العائلة المالكة أو ان سودانياً قد توفي. ومقابر العود هي المقابر الشهيرة في العاصمة الرياض وهي المقبرة التي يدفن فيها الملوك والامراء وساير خلق الله. فإذا امتلأت مقبرة العود بالمشيعين كما ذكرنا مما يدل على حرص السودانيين على تشيع موتاهم ومواساة بعضهم البعض. أكمل الفقر ة السابقة .......

   قطعاً كل ذلك في الأوقات العادية.

      جائحة الكورونا جعلت المملكة العربية السعودية تفرض حظر التجوال في أوقات معينة في بعض المدن السعودية وفي البعض الآخر منعاً تاماً ومنعت التجمعات وسنت لذلك عقوبات متعددة ومنها العقوبات المالية الباهظة (باهظة هذه للسودانيين ربما لمعظم السعوديين العقوبة المالية ليست مؤثرة كثيراً مقارنة بالوضع المادي للوافدين.

   في الأسبوع الماضي تجمع أبناء واحدة من قرى الجزيرة في مدينة ابها لتعزية أحد اخوتهم في وفاة امه، كعادة السودانيين، وعددهم 22 فرداً من مختلف الاعمار مع اختلاف مدة الغربة منهم من لم يمض شهراً يا دوب وغرموا كل واحد منهم 10 آلاف ريال لكل منهم أي جملة مبلغ الغرامة 220 ألف ريال سعودي. يا لها من عقوبة قاسية لمن جاء يبحث عن الرزق الحلال ضارباً في الأرض.

   إذا تجردنا من العواطف ألا يقول المثل يا غريب خليك اديب؟ ومن أراد ان يعيش في بلد عليه احترام قوانينها. وإذا تجردنا من العواطف مرة أخرى ماذا اضافوا لأبن المتوفاة؟ أما كانوا يقدموا تعازيهم بالهاتف ويترحمون عليها من اعماقهم وفي صلواتهم ألا تجزي في الظروف العادية ناهيك عن ظروف الحظر؟

 من جهة أخرى، على طريقة اخبار النشرات، كيف ساوى المُشرّع في الغرامة على السعودي والاجنبي وهو يعلم الفرق في الرواتب والدخل عموماً؟ ألف ريال واحد كافٍ لتأديب أجعص وافد لماذا عشرة؟ لا أدرى هل استطاعوا ان دفعها ام مازالوا في الحبس الى حين السداد وما مصير من لا يملك المبلغ؟

  من معاشرة للسعوديين لعقدين من الزمان تقريباً وامتدت العلاقة مع بعضهم الى يومنا هذا وهي علاقة تعدت الثلاثين سنة اعلم مقدار الخير الذي في السعوديين واسال الله ان يقوم أحدهم مسئولاً ام مواطناً عادياً اتاه الله خيرا ان يسهم مع هؤلاء (المتفلتين) في هذه الغرامة الكبيرة وانا لا اعرف منهم أحد ولكن بعد الذي صار لن يقدم سودانياً في السعودية عاطفته على عقله وهو المطلوب من الغرامة.

  بالله تخيلوا معي أجهزة دولتنا لو كانت بقوة والتزام أجهزة المملكة بالقوانين كيف سيكون الحال في هذا السودان السائب. إذا ما وجدنا من يطبق الغرامة على التجمعات ستعود كل الأموال الى خزينة الدولة في أسبوعين فقط. هل شاهدتم تشييع ذلك الشيخ في مدينة الثورة كم مليار كان سيدخل الخزينة من ذلك التشييع فقط؟

سمو أمير أبها ماذا لو اسقطت هذه العقوبة وجبرت كسرهم وكسر اهليهم؟

السوداني مايو 2020

ليست هناك تعليقات: