الاثنين، 29 يونيو 2020

أصفوفٌ ورفعُ دعم؟

 

إذا ما طلبت إجابةً على سؤالي أعلاه كيف سيجيب المواطن والمسؤول؟ ربما زاد المواطن هل الصفوف أزمة إدارة أم أزمة مال ما الحل؟ (اللام الأخير دا عايز واحد يجيبنا سجعاً).

صور إلينا اقتصاديو حكومة الفترة الانتقالية أن حل أزمة الوقود في رفع الدعم، وكانوا يمهدون لذلك وهم خائفون ومن خوفهم أن الحزب العجوز أو حزب العجائز أعلن رفضه لرفع الدعم (لاحظ أعلن هذه مهمة جداً) حتى لا يشمت فيه الشعب ويقول ما أشبه الليلة بالبارحة إن لم تكن أحلك.

لكن يبدو أن الحزب العجوز أو حزب العجائز في الغرف المظلمة كان مؤيداً لرفع الدعم. بالمناسبة رفع الدعم تم دون إعلان رسمي وبدا كأنه اختياري حيث حُددت بعض محطات الوقود بالسعر التجاري ولما اتجه إليها المواطنون عملت الحكومة بمبدأ (السكات رضا عند خطوبة البكر) وعممت التجربة في كل الخرطوم والتي هي سودان الحكومة الانتقالية الذي لا تعرف غيره.

قَبِلَ المواطن رفع الدعم لتعم الوفرة، وفعلاً كان السعر غير مقبول إذ كان لتر ماء الصحة أغلى من لتر البنزين. أثر رفع الدعم على الوقود أو بعبارة أدق رفع سعر الوقود ضاعف أسعار كل شيء وخصوصاً الترحيل والمواصلات وعما قريب سيظهر في المنتجات الزراعية حيث ارتفع سعر العمليات الفلاحية أضعافاً مضاعفة بسبب ندرة وغلاء الجازولين مضافاً إليها أسعار الترحيل التي ستزيد بنفس الحجة.

كل ذلك كوم، رُفع الدعم (المواطن يقول كلياً والحكومة تقول جزئياً) ما علينا أيهما لكن أين الوفرة الموعودة؟ الصفوف أطول من صفوف ما قبل السعر الجديد (أحسن ما يقوم يطق لينا عرق مسؤول). والخلل في وفرة الوقود هو التخلف وضياع الوقت وتدمير الإنتاج وخصوصاً الزراعي.

العالم خصوصاً الدول المنتجة للنفط تشكو من تدني سعر برميل النفط بل في يوم وصل إلى دون الصفر أي يمكن أن تعطي باخرة بترول مجاناً فقط أعرف فضيها بسرعة الآن أسعار النفط العالمية دون الـ 30 دولاراً للبرميل والكورونا ما قصرت أوقفت مصانع العالم المستهلكة للبترول وكل هذا لم يحس به المواطن السوداني وكأننا في كوكب آخر.

يا جماعة قلتوا زمن الغتغتة والدسديس انتهى أشركوا المواطن بحبة وضوح وضحوا لنا أين الخلل؟ هل هو إداري أم اقتصادي؟ في وزارة الطاقة أم وزارة المالية؟ أم في الميناء؟ أم في بنك السودان المركزي؟ وإلى متى؟ وما الحل؟ وهل هناك جهات مستفيدة من ندرة الوقود؟
ومتى تخرج الحكومة إلى خارج الخرطوم إن لم نقل إن هذه الحكومة لا تعرف إلا وسط الخرطوم. متى تختفي الصفوف في الخرطوم والولايات وقد رفع الدعم الذي كان شماعة عدم الوفرة.
الوجع راقد ولكن ضياع العُمر في الصفوف مبكٍ.

مواقف رائعة .. هل بقيت؟

 

أريد اليوم أن أحكي قصة سمعتها من مدرس فاضل ومدرس مثال، لن أقول من مدرسي الزمن الجميل إذ الزمن ستشهد القصة على عدم جماله. قال محدثي بينما أنا خارج من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، استوقفني شاب، وقال أأنت الأستاذ فلان؟ قلت: نعم. وبعد سلام ثانية وثالثة أقسم أن أذهب معه لبيته. قلت يا أخي ما المناسبة؟ أنا زائر للمدينة وعلى سفر. أصر إصراراً شديداً أن أذهب معه لبيته. وحتى هذه اللحظة لا أدري من هو وما علاقتي به وما سبب الإصرار. نعم السودانيون في الغربة متواصلون ويحترمون بعضهم لدرجة تحسدهم عليها كثير من الجاليات. ذهبنا إلى بيته وبسيارته الفارهة. قال أنا فلان بن فلان أعمل مهندساً هنا في المدينة المنورة. وأنت يا أستاذ درستني في المرحلة الأولية بقرية كذا بمنطقة المناقل. قال المدرس قلت في نفسي ودرست غيرك آلاف هذا السبب لا يكفي سبباً لهذا الإصرار. رددت عليه جزاك الله خيراً ووفقك. قال المهندس: غير أن الذي لا أنساه ما حييت موقفك معي يا أستاذ كان من عادة أطفال ذلك الزمان في تلك المدرسة أن يخلعوا أحذيتهم ويمشوا حافيي القدمين، وكان ذلك يضايقك وكنت تجلد من يفعل ذلك. كنت أنا حافي القدمين وأمسكت بي لتجلدني قلت لك أنا أصلاً ليس لي حذاء وشرحت لك حالي وحال أسرتي، فما كان منك إلا أن كتبت ورقة لصاحب الدكان ليعطيني حذاءً جديداً. فرحتي بذلك الحذاء لا تعادلها إلا فرحتي بلقائك اليوم. قال الأستاذ: بارك الله فيك.. الحمد لله. تبادلا الحديث والذكريات وأكلا غداءً فاخراً، وتحدثا في أمور كثيرة، وجاء وقت الوداع، فأعاد المهندس الأستاذ إلى نزله ومعه هدية كبيرة جداً. قال الأستاذ: يا ولدي المهندس والله أنا بخير وقد أكثرت هذه الهدية، يكفي التواصل وحفظ الجميل الذي لا أصنفه جميلاً بل واجباً. وتعانقا والدموع في أعينهما.ألم أقل لكم لم يكن الزمن جميلاً ؟ حتى حذاء البلاستيك لا يستطيع كثير من الناس شراءه. «وبرضو فاتحين رأسنا الزمن الجميل الزمن الجميل، يبدو أنه كان جميلاً في أم درمان والختمية فقط».ما رأيكم في وفاء تلميذ الأمس؟ وما رأيكم في نبل مدرسه. لن نقول إن هذه الأمثلة اختفت، ولكن كثيراً من ذلك الفرق زال، أو الفرق بين المدرس وتلاميذه لم يعد بذلك الفارق. أو الأمر تطور بحيث صار في مدارسنا مشرف اجتماعي أو مشرف طلابي يعرف ما لا يعرفه الأساتذة عن الطلاب، ويحل مشكلاتهم بعيداً عن المدرسين . أموجود هو؟ هذه الوظيفة لماذا غائبة عن مدارسنا، مما جعل أسرار الطلاب على ألسنة كل المدرسين يجترونها وهم يفطرون بلحمين آدمي وحيواني.إلى وزارة التربية هذا المقترح: دعونا نرى هذا المشرف أو المرشد الطلابي في كل مدارسنا.سامحني يا أستاذ لم استأذنك في نشرها، ولكن رأيت أن يسمعها غيري.

محادثات السلام لماذاِ؟

 

تضمنت الوثيقة الدستورية، متعددة النسخ، قيدا زمنيا لتحقيق السلام هو ستة أشهر. ولتنفيذ ذلك وبمشاورات ومشاركات تمت دعوة الطرفين الى دولة جنوب السودان لتكون مقراً للتفاوض نسأل الله لهم التوفيق لتحقيق سلام يحفظ لهذه البلاد كرامتها ويضعها على بداية طريق التنمية المتوازنة.
المفاوضون من جانب حكومة الفترة الانتقالية هل بحثوا في أسباب تمرد الطرف الآخر؟ ومنذ متى؟ ولماذا حملوا السلاح؟ وماذا يريدون الآن؟ هل من ضمان ألا يصيب ما اصابهم أي جهات أخرى؟
نفترض ان محادثات السلام آتت أُكلها وتوصل الطرفان الى اتفاق مقبول للطرفين هل سيعودون بالاتفاق للشعب ليقول رأيه فيما اتفقا عليه ام سيكون امراً ناجزاً رغم عدم تمثيل الطرفين وتفويضهم من قبل اختيار شارك فيه الشعب واختار ممثليه.
لنتجاوز هذه الطيبة الزائدة من الامتثال للأعراف ونقول إنهما بحكم الواقع والسيطرة بالقوة على مفاصل الدولة من اعلام وقانون انجزا اتفاقهما. هل سيعودون ويجدون المناخ هادئا وليس امامهم الا الاستمتاع بالحكم ونشر أفكارهم وليس هناك معكر ولا معكنن؟
طبعاً لا. لأنهم منذ اندلاع الثورة المباركة جهزوا البديل وجهزوا العدو القادم، منذ أيام أي كوز ندوسو دوس. لم يقصروا الأمر على الفاسدين من الكيزان او غيرهم ولو كانت لهم رؤية لقصروا الأمر على عيوب الحكم السابق وخصوصاً الفساد. الفاسدون ليس هم الكيزان بالجملة ومن الكيزان من كره الفساد وكره ممارسيه وبدأ ينصح ولما لم يسمع نصحه إما انسلخ منهم او دخل في حالة بيات وانزوى يتفرج. كان يمكن لهؤلاء أن يكونوا عوناً على فضح الفساد، ولكن الحكام الجدد ملأوا الشارع غبناً على الإسلاميين بالجملة وليس كلهم فاسدين ولا ساكتين عن الفساد ولكن بطريقة الشحن الشعبي هذه جعلوهم يحنون الى بعض وينصرون الظالمين منهم والمظلومين.
وبغباء يحسد عليه من اختار الوزراء ومدير المناهج. والأخير أتم الناقصة وأضاف كل المسلمين وليس الاخوان وجعل المسليمن بكل اتجاهاتهم أعداء للثورة وتوجها بطرحه للفكر الجمهوري المنبوذ من عامة المسلمين.
تجميد المؤتمر الوطني وإقصائه من الحياة السياسية، هل نسي هؤلاء إن المؤتمر الوطني لم يكن يمثل أيدولوجية، في راي الكثيرين، بل انتهى الى شلة نفعيين ومستفيدين هل يعقل ان تنزع الرضّاعة منهم ويسكتون متى سكت طفل بعد نزع مصاصته او رضّاعته اللهم الا إذا نام؟.
لا نريد ان نتحدث بلغة الاخلاق السياسية ونقول اقصاء أي جهة، عمل غير ديمقراطي اللهم الا ان كانت الديمقراطية حلما وامنية في عقول البعض.
كان يمكن لهذه الثورة المسروقة أن تتحلى بشيء من الأمانة وتحدد أهدافا واضحة أولها محاربة الفساد بكل صدق وكل الفساد وليس فساد أعضاء المؤتمر الوطني ولو على سبيل التموية أن تقدم فاسدا من غير المؤتمر الوطني لتقول انها لا تنتقي وتعامل الفاسدين بما يستحقون. وان يوكل الأمر للقضاء وليس للجنة تبحث لنفسها عن حصانة تحمي شهوتها في التشفي.
أين ستكون محادثات السلام القادمة؟ والساقية لسا مدورة.

الجمارك.. هذا القرار لمصلحة منْ؟


 

كيف يُتخذ القرار في بلادنا؟ وكيف يُتخذ؟ بعد دراسة كل جوانب الموضوع ونقاش مختصين وتدرس كل صغيرة وكبيرة حوله أم بالمزاج؟ والعلاقات الخاصة؟

 وإذا ثبت ضرره أو كان ضره أكثر من نفعه هل يُراجع؟ وللا الراجل ما برجع في كلامه واللا الرهيفة اتنقد. ( لا تتضايقوا من كثرة علامات الاستفهام إذ اسم العمود استفهامات خلونا نستفهم براحتنا).

 بعد إجراءات الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية في الأعوام الماضية بالتخلص من العمالة الزائدة والأسر إذ فرضت على كل مقيم دفع رسوم إقامة تبدأ بمائتي ريال وتزيد كل سنة على كل فرد من أفراد الأسرة. اضطر كثير من المغتربين الى إرجاع أسرهم (وكان هذا هو الهدف من القرار) وطلت مشكلة العفش الخاص والذي صار رخيصاً جداً في دولة المهجر لكثرة العرض وغالٍ جداً هنا لعدة أسباب. فَضَل كثيرٌ من المغتربين شحن عفشهم الخاص الى السودان. ووجدوا ضالتهم في برادات الصادر التي كانت تدخل السودان فاضية لتحمل صادرات بلادنا. ووجدوا ان البرادات أأمن وسيلة لنقل العفش وسلامته وأرخص. 

في يناير الماضي صدر قرار من إدارة الجمارك بتوقيع عقيد موجه الى شركة سيبرايد seapride للملاحة البحرية بعدم إنزال أي براد يحتوي على بضائع او عفش شخصي اعتباراً من أول فبراير 2020 م. (عايزنوا فاضي كدة بس مش على كيفنا؟) الآثار المترتبة على القرار. هذه البرادات كانت تدفع 60 مليون (ستون مليون) لموانئ سواكن و300 مليون (ثلاثمائة مليون) لجمارك سوبا لكل براد وثلاثين مليون لعمال التنزيل والتحميل كل ذلك ضاع بعد هذا القرار. الأكثر أهمية تعمل البرادات في تسهيل الصادر. قبل الإيقاف كان إيجار الصادر من البصل ٨ آلاف ريال بعد الإيقاف صار ٣٥٠٠٠ ألف ريال وكميات كتيرة من الصادرات توقفت وتلف البصل في سواكن بسبب هذا الإيقاف. مما يقلل منافسة المنتجات الزراعية الأردن، سوريا، لبنان ومصر كلها جاهزة. رغم جودة منتجاتنا إلا ان البشر يصرون على أن يجعلوها خارج السوق بالرسوم والقرارات غير المدروسة والتي ربما يُشتم منها رائحة مصلحة خاصة لجهة ما ومن أسباب تخلفنا وفقرنا تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة.

 

أقر بأن هذه المعلومات من طرف أول هم سائقو البرادات وطرف ثاني هم المغتربون الذين صاروا يدفعون أضعافاً لجهة استفادت من القرار وحلت محل البرادات. على الجهات العليا رغم مشغوليتها الكثيرة وعدم ترتيب الأولويات ان تعود الى قرار الجمارك هذا ويراجعوه ويحسبوا كم خسرت البلاد بسببه؟ وكم ربحت؟ ومن المستفيد من هذا القرار؟ هل جهة كانت قائمة أم نبتت بعد القرار وهي ما أوعزت به أو فرحت به. صراحة انهم يشمون رائحة مش حلوة في هذا القرار ربما تصل لمرحلة فساد (أسأل ما العلاقة بين الفساء والفساد؟).

 كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سناناً.

قنوات الاتجاه الواحد

 

    في بلدٍ ما انهار حائط السجن وانتظر الناس هروب المساجين واستغربوا عندما لم يفر أي مسجون. سألوا المساجين: لماذا لم تهربوا؟ ردوا: بالله من فضلكم احبسوا الشرمة دي كويس ما البره يجوا داخلين علينا.

كما كانت تقول صغيرتي انتهت النكتة.

الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله كتب اليه أحد المشاهدين (كان ذلك قبل القنوات الفضائية) يقول: اني أكرهك وأكره برنامجك، تبسم الشيخ ورد عليه: الله يرضى عليك في زر إقفال اضغط عليه واخلص.

في العهد السابق أو البائد كما يحلو للكثيرين كان الإعلام محجماً جداً والحرية مقيدة في الصحف على وجه الخصوص وهناك شبه حرب على الصحف من تضييق داخلي ومراقبة داخلية وحرب الإعلانات خصوصا الحكومية والمصادرة بعد الطبع لتكون أكثر إيلاماً علاوة على حرب التوزيع التي لم يفطن إليها الكثيرون بتجفيف غير مباشر لأكشاك توزيع الصحف الى أن صارت، في الخرطوم، تعد على أصابع اليد الواحدة. أما القنوات الحكومية فكانت تلهث وراء الملمات والاحتشادات وزيارات المدن والقرى باختصار لم تكن تقدم ما يجذب الى أن تركها المشاهدون.

إنصافاً لبعض القنوات الخاصة وخصوصاً قناة ام درمان حيث كان يقدم الأخ عبد الباقي الظافر برنامجاً للرأي والرأي الآخر هو برنامج (الميدان الشرقي) الذي قدم فيه كل ألوان الطيف السياسي الى أن ضاقوا به وأوقفوه ليس من البرنامج فقط بل من الكتابة ووظيفته في جامعة الخرطوم. برنامج آخر كانت تقدمه قناة الشروق هو برنامج الأخ طلال مدثر (المحطة الوسطى) وكان ناجحاً جداً في كشف الإخفاقات ويتناول أسخن القضايا أيضاً أوقفوه لما رأوا كثرة النقد فيه. سودانية 24 على أيام الأخ الطاهر حسن التوم مارست بعض المهنية في التنوع واختلاف الآراء وكانت جاذبة (ليست كجاذبية الوحدة الدوخوا بها راسنا وأفلسوا بها الخزينة وطلعت ما جاذبة).

الواقع الآن يقول ان هناك حرية صحافة حلوة جداً كبداية لتطبيق شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) إذ لا تجد هذه الحرية في القنوات والتي احتلتها أحزاب اليسار كل حزب يساري كوش على قناة، قناة السودان والنيل الأزرق ويقال قناة الخرطوم التي لا أشاهدها لأنها قناة ولاية ليست ولايتي.

هذه القنوات الآن ذات توجه واحد ولو على سبيل التمويه لا يمكن ان يقدم فيها معارض لما يجري أو مؤيد للثورة منتقد (لحركات) الحكومة الانتقالية وما أكثر حركاتها التي تستحق النقد. الغريب ان على رأسها الأستاذ لقمان أحمد القادم من قنوات الغرب بريطانيا وأمريكا كان المرتجى منه ان يحترم المشاهد ويقدم له وجهتي نظر في الأمر الواحد على الأقل وليس حقنه بنوع واحد من الدربات خوفاً عليه من الابتعاد عنها جميعاً.

الحرية ناقصة في هذا الجانب لذا على القائمين على هذه القنوات ان يستعينوا بعلماء النفس والسياسة وربما الطباخين الذين يعلمون أن الملح الزائد يفسد الطبخة ويجعلها غير مستساغة.

القنوات الحكومية من مال الشعب وعلى الشعب أن يجد فيها نفسه.

وزارة الطاقة والوكيلين

 

On 23 يونيو, 2020 3:3  السوداني

حسناً فعلت وزارة الطاقة بمؤتمرها الصحفي في منبر (سونا) يوم اﻻثنين 22/6/2020م. لتشرك المواطن الهم. وأسأل الله أن يكون نهج كل وزاراتنا بتبصير المواطن بهمومه وطرق حلها. وكلما كان العرض جيداً ومشبعاً ومحترماً لعقلية السامع قُبل العذر.

المؤتمر ذكرني مقولة أحد كبار الاقتصاديين ببلادنا الذي قال لي يوماً: أي مقال او عمود ليس فيه أرقام لا أقرأه ابداً. السيد الوزير عادل علي ابراهيم كان مرتباً جداً في عرضه وتقديم وكيليه وكيل الكهرباء ووكيل البترول دعونا نعكس الترتيب تحدث وكيل البترول د.حامد سليمان حامد بكل احترام لعقل المشاهد عن المواد البترولية وندرتها ووضح أن إنتاج البترول انخفض الى 165 ألف برميل وثلثاه للشركة الصينية مما يعني الاعتماد على الاستيراد. أما المشكلة الداخلية وبدأها بمشاكل شركات تقديم الخدمات البترولية وعددها 34 شركة معظمها قامت من المال العام في العهد البائد. في حين الهند ذات المليار إنسان فيها فقط 4 شركات خدمات بترولية مما يسهل تقديم خدمات ممتازة. والوزارة في حديث مع هذه الشركات لدمجها حتى تصبح عددا مقبولاً تسهل مراقبته ويطالب بتقديم خدمات مقنعة للمستهلك. ومن ناحية الاستهلاك والتوزيع هناك أعمال حوسبة تعمل ليكون لكل آلة بطاقة ذكية تحدد حصتها ومكان استلامها (ومن عندي ليتنا نسمع بتفضيل للزراعة فما تستهلكه السيارات الفارهة في مشاوير الترف وحفلات عيد الميلاد والذهاب للحننانات يمكن ان يزرع آلاف الأفدنة).

السيد الوكيل كان مقنعاً ولم يبحث طويلاً في شماعة العهد البائد كما فعل زميله وكيل الكهرباء. بالمناسبة فكرة ثلاثة وكلاء للوزارة كانت موفقة جداً على عكس ما كان يحدث في أواخر عهد الإنقاذ حيث كانت تشرمط الوزارات (أي تقطع كلحم الشرموط) حتى نكفي للمستوعبين ترضيات حيث بلغت الوزارات يوما ما 77 وزارة. حتى صارت وزارة السياحة وزارة الس ووزارة ياحة.

السيد وكيل الكهرباء لو قال للناس إن الاستهلاك تضاعف أضعافاً كبيرة وعدد المكيفات قبل ثلاثين سنة كان كذا ويذكر عدداً والآن إنتاج مصانع المكيفات المحلية كذا ويذكر عدداً وعدد المكيفات المستوردة كذا ويذكر عدداً ليس بالتقريب ولكن من واقع الجمارك ومداخل الاستيراد. ويتجه الى المراوح وعددها في السابق واليوم. ويكون دقيقا في تكلفة إنتاج الكهرباء المائي منها والحراري ويذكر مبلغاً.

ثم بكل صدق يذكر التوليد من خزاني سنار والرصيرص ومحطة بري الحرارية وأين كان التوزيع وكم نسبة الذين وصلتهم الكهرباء في ذلك الزمان وأين وصلت الشبكات الآن. وليذكر بالميقاواط كل السنين وليبدأ منذ أول شحنة قطن من مشروع الجزيرة التي أقيمت بها شركة النور لإضاءة الخرطوم كأول ظلم على مزارع مشروع الجزيرة الذي لم ير الكهرباء إلا بعد 70 سنة من ذلك.

السيد وكيل الكهرباء لم يكن موفقا حيث علق كل الفشل الكهربائي على نظام الثلاثين من يونيو حتى سد مروي لم يره ولم يسمع به. كان وكيل الكهرباء سياسيا حتى النخاع ولم يقنع حتى نفسه والله أعلم.
سيدي الوزير هذه الوزارة بها شلل نصفي والعلاج بيدك.

الأحد، 21 يونيو 2020

الذهب …..أم غمتي

  

إذا قال لك أحدهم زمن الدغمسة والغتغيت والدسيس انتهى اسأله عن ملف الذهب. وقل له كم انتاج البلاد الكلي؟ وكم عاد منه على بنك السودان؟ وكم منه خرج بمطار الخرطوم؟ وبأي الطرق خرج الباقي؟ ومصفاة الذهب كم طاقتها الإنتاجية؟ وكم انتجت من يوم تشييدها حتى الآن؟ وإذا وجدت صدره رحباً ولم ينفعل، أسأله كم انتاج كل ولاية من ولايات السودان؟ ولا تنسى جبل عامر كم أنتج في السابق وكم ينتج اليوم؟ واسأله ارياب كم كانت تنتج وكم عاد على بنك السودان منها؟ وهل كانت لها بينات معلومة لوزارة المالية وشفافة؟ واسترسل معه لماذا إحصاءات الذهب لا تتطابق نهائياً كل يعطي من الأرقام ما يريحه؟
    لا تنسى شركة الفاخر كم باعت من الذهب منذ الاحتكار وبعد فك الاحتكار لا تسأله عن أصحاب الشركة وعلاقتهم بوزير المالية فهذا السؤال سيرفع ضغطه وقد تخسر الجولة القادمة. بل اسأله كم باعت شركة الفاخر من الذهب وبكم باعت الدولار لوزارة المالية؟ وكم من السلع الاستراتيجية استوردت وهل ما استوردته غطى حاجة البلاد كما زعموا؟ ولِمَ الشح في كل المواد البترولية رغم تدني أسعارها عالمياً.
لا تسأله من المستفيد من الذهب أشخاص ام الدولة؟ ولا تسأله من المتضرر من الشفافية في الذهب؟ ولماذا؟
بعد هذه الست عشرة علامة استفهام ننقلكم الى هذا الخبر.
     (الأمين العام للجنة التسييرية لشعبة مصدري الذهب عبد المولى حامد القدال يتهم ما اسماه بمافيا الذهب التي عملت على تعطيل المنشور الخاص بتقنين تصدير الذهب لنحو شهر كامل. كما طالب القدال مجلس الوزراء واللجنة الاقتصادية وبنك السودان بالإسراع في إصدار المنشور المنظم لتقنين صادر الذهب الى جانب إلغاء أي تصاديق من وزارة المالية لصادر الذهب لصالح استيراد سلع معينة) المرجع شبكة السودان الإخبارية. SSN
   لم يطلعنا الخبر على تفاصيل المنشور المنظم لصادر الذهب لكن قرائن الأحوال تقول ان مختصين وضعوا ضوابط بالاشتراك مع شعبة المصدرين وهناك جهة او جهات لم يعجبها وتريد ان (تبرطع) زمناً حتى تعود للمنشور او تبرطع الى الأبد.
       لغز الذهب محير خصوصا تضارب أرقام الإنتاج . الى هذه الفقرة من مقال نشرته في  يناير 2019 م (بالله كيف يحدث من يقول ان انتاج الذهب بلغ في العام الماضي 105 أطنان وآخر يقول 120 طنا بالمناسبة هذه أطنان ذهب مو أسمنت، لاحظ الفرق بين التقديرين ونحن من ترفنا الذهب يقدر تقديرا. ليس هناك إحصاء رسمي للمنتج ولا المصدر ولا الذي بالسجانة. أما بورصة دبي التي لا تعرف كلمة (تقريبا) قالت ان الذهب المصدر 200 طن.
     بالمناسبة طن الذهب سعره كم؟ خلونا نسأل عم قوقل. قال قوقل 41371260 دولارا بلاش كسور فليكن 41 مليون دولار يعني الذهب الذي بيع في دبي وحدها 200 طن ×41 مليون دولار يساوي 8.2 مليار دولار).
إما ان يُجود إنتاج وتصدير الذهب أو يترك للأجيال القادمة.

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

الطيب الواعظ عنده واتساب


مدهشات:
    الدهشة الأولى: زيارتنا، ونحن في المرحلة الأولية في ستينات ذلك الزمان، للمعرض الألماني (مكانه التدريب المهني الكائن الآن بشارع المطار) كل ما رأيناه في ذلك اليوم مدهش من قلم الحبر الجاف الذي يضغط من الخلف ويخرج سنة الكتابة، أُهدي لكل منا قلم مكتوب عليه المعرض الألماني. الى مسجل الصوت لأول مرة نسجل أصواتنا ونسمعها.       
الدهشة الثانية: في مطلع سبعينات القرن الماضي ونحن في أول سنين الدراسة بمعهد المعلمين العالي، الذي أصبح كلية التربية فيما بعد، وجلنا من أصقاع السودان المختلفة اللهم الا القليل من أبناء المدن. رأينا الآلة الحاسبة لأول مرة تلك التي جاء بها زميلنا المغفور له بإذن الله علي البكري أبو حراز. لك ان تتصور دهشتنا بتلك الآلة الحاسبة في ذلك الزمان وخصوصا تضريبات الفيزياء وثوابتها الكثيرة.
        الدهشة الثالثة: في مطلع تسعينات القرن الماضي حاضرنا الدكتور محمد الأفندي (محمد ما عبد الوهاب بلاش لخبطة) بمدينة الرياض السعودية عن الانترنت ولك أن تتصور يومها برنامج تشغيل الويندوز هو windows 3.1 كان حديثاً أشبه بالأحلام. يومها قلت في نفسي هذا لأبنائنا ولن يكون لنا فيها نصيب. الحمد لله على تسارع التكنولوجيا ان أدركنا الانترنت والانترانت.
    المدهشات في الحياة كثيرة ولكن دهشة اليوم هو دخول أخي وصديقي وشيخي الطيب الواعظ عالم الواتساب. من هو الطيب؟ ولماذا سُمي بالواعظ؟ هو الطيب محمد عثمان المحاضر بجامعة افريقيا العالمية الآن. شيخ لطيف شيخ تخرج في جامعة الخرطوم ولغة انجليزية وأصبح واعظاً وأحيانا يفتي. غير ان الاسم كان قبل ذلك بكثير. سبب التسمية انه في أول يوم له في داخلية المرحلة المتوسطة وهم في انتظار مشرفهم ليوزع لهم شاي الصباح تأخر المشرف الى ان طلعت الشمس، عندها سأله (الفنطوط) الطيب عن سبب التأخير قال: شالتني نومه. ويردف الطيب: هل صليت الفجر؟ ومتى؟ رد المشرف: قبل قليل. يعني بعد طلوع الشمس. وأفرغ فيه الطيب كل أحاديث الترهيب بخطبة طويلة. بعد ان انتهى من زجر المشرق سأله المشرف: ما اسمك؟ قال: الطيب محمد عثمان. المشرف: لا انت الطيب الواعظ. وسار اسماً الى يومنا هذا وكان الطيب طيباً في كل شيء وواعظاً.
    أمتع المحادثات الهاتفية تكون مع الطيب إما ان تخرج منه بمعلومة او طرفة ولا تنتهي محادثاته إلا بدعاء لطيف لك ولأهل بيتك ومعارفك. اللهم احفظ الطيب الواعظ وكل من يعرف الطيب الواعظ.
    الطيب تمنّع من استخدام الواتساب زمنا طويلاً شأنه شأن ابن خالتي د. صديق مضوي رغم ذكائه المتقد وكتاباته العميقة وبحوثه إلا انه كان بعيداً عن الواتساب وأخيراً أدمنه وصار من المستهلكين الأوائل للحزم الأنترنيت البائسة.
بدخول الطيب وصديق الواتساب تبلغ المدهشات قمتها. أهلاً بكما في عالم السوشيال ميديا.