أول جواز سفر لي كان في سبتمبر 1977 م.لك ان تتصور فرحة شاب - تخرج حديثاً - بالسفر وحصوله على جواز سفر سيقلب صفحاته صفحةً صفحة. ولفت انتباهي وانتباه كل من له جواز ذلك الختم ( كل الأقطار عدا إسرائيل). وما كنا نحسب أن في نية سوداني الذهاب إلى إسرائيل ولكن هذه الأيام يذهبون لإسرائيل وبجوازات ام لا؟ الله اعلم وما هي الخبرات التي سيقدمونها لإسرائيل ايضاً الله أعلم.
( بالمناسبة الفلاشا شغالين شنو هناك؟!!!).
مرت الأيام والسنين وصرنا نكتب (في القرن الماضي) والحمد لله وعلا الرأس شيبٌ يمنعني مراحي.في هذا الأسبوع قادتني قدماي لصالات أحد البنوك لصرف شيك متواضع استحي من ذكر مبلغه وقدمت الشيك وطلبت الموظفة إثبات شخصية قدمت في زهو جوزاي المستخرج من عاصمة السودان الخرطوم، والمجدد في فرع جوازات القضائية ، ولجهلي كنت احسب أني احمل أعظم ورقة إثبات شخصية ولكن البنت رفضت الجواز وقالت: رخصة القيادة أو البطاقة الشخصية هما المعتمدتان عندنا فقط.
قلت: يا بنتي هل لكم علاقة بإسرائيل؟
قالت: في استغراب لماذا؟
قلت : هذا الجواز مكتوب عليه كل الأقطار عدا إسرائيل.
اضطررت لإحضار رخصة القيادة.وقلت لا نكلف البنت فوق طاقتها، وذهبت لنائب المدير. وذكرت له ما دار بيني والموظفة.قال: يا أخي هي على حق هذه أوامر ترد إلينا بمنشورات من البنك المركزي.
والآن نسال البنك المركزي عدة أسئلة ونلحق كل سؤال بعلامة تعجب تمشيا مع اسم العمود.
هل الجوازات صادرة من وزارة داخلية بلد مجاور؟!!!
هل الجواز ورقة غير رسمية؟!!
هل هناك جوازات مزورة؟!!
هل الرسوم المدفوعة للجواز لا تتناسب وهيبة بنك السودان؟!!
هل البطاقة أو رخصة القيادة تتفوقان في تأمينها على الجواز؟!!
هل تفوق البطاقة والرخصة في الصورة الكمبيوترية عليهما وصورة الجواز ملصقة أو مدبسة؟؟!!!
نقبِّل على وزارة الداخلية
هل وزارة الداخلية راضية عن عدم احترام جوازها في داخل بلدها؟؟
وماذا لو رفضت بلاد أخرى بهذه الحجة جوازاتنا ( عمي روح شو اعمل بجواز لا تحترمه مؤسسات دولته؟).
على بنك السودان ووزارة الداخلية التفاهم في هذا الأمر الخطير ويقدمان ما يقنعنا بان كل ورقة خارجة من وزارة الداخلية تستحق الاحترام.
نستثني من الاحترام إيصالات غرامات المرور الملونة.
فبراير 2008 الوسط الاقتصادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق