عند بداية انتشار الهاتف في منتصف تسعينات القرن الماضي والناس مندهشة .قلت لأحدهم سيأتي زمان يستخدم فيه المزارعون الهاتف لدرجة أن آخر بيت يعني صاحب الحواشة الأخيرة سيقول لصاحب الحواشة الأولي بالهاتف أقفل معاك الموية بدلاً من أن يركب حماره لنصف ساعة لنفس هذا الغرض.
ضحك الرجل وقال أحلام. وها نحن نعيش دهشة الاتصالات وأكثر من خيالي.والموبايل اليوم لم يعد لطبقة دفعت لشريحته في سنة 1997م مليون ونصف من الجنيهات واليوم تباع في الطرقات ب 3جنيهات.
نحمد لشركة الاتصالات الرائدة في مجال الهاتف السيار موبيتل ( قبل الانفصال وبعد الانفصال) بأنها نشرت ثقافات كثيرة أولها التعامل مع أجهزة العصر .
الآن تجد كلمة اسكراتش يقولها راعي الغنم ومبلغ علمه أنها كلمة عربية.ويحول الرصيد ويعمل (نسكول) وأحياناً (اسكول).
موبيتل صاحبة خدمة مميزة والتنافس يتطلب منها المزيد من التجويد والإتكأة على الريادة وحدها لا يكفي في سوق مفتوح.والتنافس فيه يجري على قدم وساق اصفر وازرق والباب مفتوح لكل لون.
خرجت علينا موبيتل في الأسبوع الماضي بحزمة تخفيضات لا نملك كمستهلكين إلا أن نفرح بها ولكنها دون طموحاتنا في شركة عرفناها وتعاملنا معها خلال عقد من الزمان وتحملنا كل دلالها في سنواتها الأولى تفرض ما تشاء وتغرم من تشاء تضع أسعارها وهي المحتكر الوحيد للخدمة.
الآن ينتظر منها جمهورها وزبائنها مطالب قليلة جداً بعد هذه التخفيضات لتصبح صاحبة السوق.
اولاً: حكاية الاستقبال بمقابل مادي لا يقبلها عقل وستكون هي المستفيد الأكبر لأن هذه الخدمة مجانية في معظم خدمات الاتصال في العالم وفي الداخل .وسيجد الزبون نفسه مضطراً لأن يرسل ويستقبل في يوم ما.
ثانياً : حكاية50 ثانية تحضيرية هذه استكرات. فأجهزة الديجيتال لا تحتاج دقائق تحضيرية ولا حاجة ،فالكمبيوترات اليوم لها القدرة على الحساب بالملي ثانية والمايكرو ثانية. أما حرمة من اخذ أجرة 50 ثانية لمن تحدث ثانيتين او عشرة فحرمة هذا لا تحتاج فقيهاً متخصصاً وهي مما يفتي به عامة الناس مثل حرمة الخمر والميسر وأكل أموال الناس بالباطل.
عتاب أخير هل فعلت صار الاستقبال لسنة وتراجعت عنه وسحبته في اليوم الثاني؟؟؟
على موبيتل أن تحترم زبائنها وتحاسبهم بالثانية كما تفعل معظم شركات الاتصالات يشاركها في هذه الحرمة زوج أمها (سوداني).
الوسط الاقتصادي اغسطس 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق