كل أطراف السودان خاضت مفاوضات مع الحكومة ( أحسن من كلمة خاضت حرب أليس كذلك؟) وكادت الحكومة من فرحتها بعودة الحركات أن تغني مدلينا الشرق أتى والغرب أتى تلاقت قمم يا مرحى.
وليس بوش وحده هو الذي يؤمن بالفوضى الخلاقة بعضهم رأى في سكون الوسط والشمال ما يستحق أن تبذر فه بذرة عكننة وحاولوا عدة مرات ولم يوفقوا.كأن نفراً من المسئولين أراد أن يريحهم من بذور الفتة ورفعوا شعار بيدي لا بيد عمر.
زراعة القمح هل يصدق أحد بأنها تصبح مشكلة في سودان الخير والنفرة الزراعية؟ شاحنات القمح تسد الافق على طريق الخرطوم بورتسودان لترحل القمح المستورد للمطاحن مما يعني ان الفجوة كبيرة جداً.
نجحت زراعة القمح في الجزيرة منذ اربعة عقود ( ولنكون أكثر دقة هي في الاقسام الشمالية أكثر نجاحاً) والموسم الماضي خير شاهد حيث بلغ متوسط الفدان في مشروع الجزيرة 10 جوالات وهو معدل لا بأس به وكانت هناك مشكلة التكلفة العالية وعدم المنافسة مع المستورد. مشكورة وزارة المالية قامت بالواجب ووضعت 11 جنيه دعم لكل جوال ( يعني 110 جنيه للطن) وكان يفترض ان يدفع المشتري الباقي ولكن المشتري مازال يماطل في الدفع ولم يكمل ما عليه رغم انه استلم القمح قبل اربعة اشهر بالتمام والكمال هي مدة انباته الى حصاده ( هذا اذا اوفى المشتري بما عليه اليوم وما أظنه سيوفِ لأن له ظهر وعتاة المزارعين استلموا نصيبهم وبقي الضعفاء).
ليس هذا الخبر الذي من اجله بدأنا الكتابة ولكن يقال أن دعما لزراعة القمح مقداره 100 مليون دولار قُرر وبدأت بعض الأصوات ترتفع وتنادي بتحويله للشمالية حيث موطن القمح الأصلي ويريدون للجزيرة أن تبتلي بزراعة القطن واللوبيا والذرة فقط. هل تكفي الشمالية السودان قمحاً الإجابة لا يختلف فيها اثنانك: لا ننكر ان القمح في الشمالية أكثر إنتاجية من الجزيرة ولكن ان تمول الشمالية ب 100 مليون دولار وللجزيرة صفر كبير هذه بداية عكننة أتمنى ان لا يكون لها ما بعدها.
من فعل هذا؟ وإن كان لا بد فلتكن بنفس نسبة الإنتاج 2:1 فليكن للجزيرة 33 مليون دولار وللشمالية 66 مليون والمليون الأخير للجان التفاوض.
الوسط الاقتصادي اغسطس 2007 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق