الأحد، 21 فبراير 2010

رأس الحصان مخالفة مرورية

كل عام وانتم بخير وعيد سعيد
وبعد
في ولاية الجزيرة وعلى طريق الخرطوم مدني عدة نقاط مرور تقريباً كل 25 كلم توجد نقطة مرور. هذه النقاط تقوم بدورها ( وزيادة) وشكا الناس منها مر الشكوى ومن لم يشكو إلى الناس شكاها إلى رب الناس .
صراحة ما كنت أحسب أن هناك ما لم نكتب عنه في تفنن هذه النقاط وبراعتها في عكننة المواطنين. غير أن نقطة مرور أبو عشر جاءت بما لم يخطر على بال وابتكرت مخالفة مرورية جديدة (كرت).حدثني صاحب شاحنة ( بلدياتي على طريقة زكريا حامد) يعمل في ترحيل الخيول وشكا أن هذه النقطة حررت له مخالفة اسمها رأس الحصان وليس مرة واحدة بل عدة مرات كل ما مر بهذه النقطة وهو يحمل خيولاً وعادة الخيول تكون مرفوعة الرأس تحرر له مخالفة بثلاثين جنيه بسبب أن رأس الحصان ظاهر. استلف من ردود الرباطاب رداً بعد ان بلغ به الحنق ما بلغ .ماذا تريدونني أن أعمل للحصان حتى لا يرفع رأسه هل نقطع رأس الحصان ونعيد تركيبه في الحصاحيصا؟؟؟
الذي لم أعرفه ما هو الرقم الذي كتبه شرطي المرور على الإيصال وما مرجعه في ذلك وهل حقاً تحوى لائحة المرور مخالفة اسمها رأس الحصان؟؟؟
صراحة ما عايشت قانوناً يحتاج الى المراجعة مثل قانون المرور ولوائحه.خلافيات أو ثغرات قانون المرور ولوائحه لا تخطئها العين.مثال مخالفة الزجاج المكسور فهناك المكسور الذي يعيق النظر تماماً (المتهشم) وهناك المشقوق قبالة عيون السائق ويحدث انكسار الضوء ويشوش عليه وهناك الشق البعيد عن السائق ولا يؤثر على السائق ولا يطالب بتغييره الا تاجر زجاج. عدم الوصف الدقيق لكسر الزجاج يجعل من له نسبة مئوية مقدارها 20 % في المخالفة لا يغض الطرف عن أي اثر لشق في زجاج من ثلاث طبقات.
على ذلك قس أي فروع المخالفات التي يمكن أن يبتكرها منفذ القرار المستفيد بنسبة 20 % من الدخل ليزيد من دخله. متناسياً الآثار الجانبية على الاقتصاد السوداني التي تحدثها هذه الاجتهادات في إيجاد مخالفة مرورية.
لا نطالب إلا بالجلوس لهذا القانون ولوائحه بحيث يصاغ بما يخدم السلامة ونزيل عنه كل هذه التشوهات حيث نصل الى قاعدة (كل صحيح ما لم يثبت العكس) والأصل في الأشياء الإباحة. المرور الآن يعكس القاعدة تماماً ( الكل مخطئ ما لم يثبت العكس)
نسيت أن اذكر الآثار غير الاقتصادية وخصوصا على الأخلاق والشعور بالوطنية.


اكتوبر 2007 الوسط الاقتصادي

ليست هناك تعليقات: