الأحد، 28 فبراير 2010

(هيا – عطبرة ) مبروك!

1975 آخر مرة رأيت فيها تلك المنطقة وكان ذلك بالقطار،السبب رحلة طلابية نظمتها جمعية الفيزياء بكلية التربية جامعة الخرطوم ( يومها لم تكن كلية تربية غيرها لذلك كدت أكتب كلية التربية فقط ولكني تذكرت أجيال اليوم التي تحتقر كليات التربية سبحان الله!). خرجت الرحلة من الخرطوم إلى كسلا إلى بورتسودان وعادت بهيا عطبرة الخرطوم.يوم كانت السكة حديد متعة بل وليس غيرها شيء يومها لم يفكر أحد في رفع شعار ( لا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد). الشعارات لا ترفع إلا عندما تكون هناك مشكلة.
ما علق بالذاكرة من تلك الرحلة الذي يخص المسافة بين هيا وعطبرة محطات السكة حديد مسمار وأخواتها، وعمال السكة حديد كيف هم صابرون على هذه الصحراء ومنظر الرمال ( وكلما سمعت أغنية سيد خليفة وهو يردد: ولا أرى غير الرمال حسبته يعني مسمار وما حولها).
كفاية، كفاية خش في الموضوع
بالاثنين 28/1/2008 م تم افتتاح طريق هيا عطبرة الذي انتظره الناس سنينا عددا (ليبقص) السفر من الميناء الى العاصمة 400 كلم. لا داعي أن نقول ماذا لو كان هذا الطريق قبل سد مروي وكم كان سيوفر من الأموال والوقت ؟ ما علينا السدود جاية والجايات اكتر من الرايحات.
لأول مرة نسمع بتخفيض تذكرة سفر بري ( طبعا الطيران في تخفيض دائماً وقريباً سينافس السفر البري) عندما قرأ الناس أن اجتماعاً سيعقد لتخفيض تذكرة بورتسودان الخرطوم دهشوا وصدقوا أن خيرا كثيرا في هذا السودان يجري( طيب متى يسكت السياسيون؟).
هذا الطريق سيفتح جبهات خير كثيرة وسيحيي أرضاً موات وسيقلل نولون النقل من بورتسودان للخرطوم والذي يفترض أن ينعكس على كثير من السلع المستوردة.
هذا طريق وأتفتح حكاية تشغيل تجريبي ما واردة أبدأً وما على وزارة الطرق مشكورة إلا أن تشيل شيلتها وتصلح المزلقانات وتكثر من اللوحات الإرشادية المتكررة ( أمامك مزلقان على بعد 2 كلم – أمامك مزلقان على بعد 1 كم – أمامك مزلقان على بعد 500 م وهكذا).
دوكة القلابات كان أول منفذ مسفلت خارج من السودان وشكرنا عليه وزارة النقل والطرق والجسور ولكن شكرنا اليوم شكر من زُرع له شريان حقيقي من قلبه لباقي جسمه.
هكذا التنمية والحمد لله.
بالمناسبة كم من نقاط العكننة قامت على هذا الطريق؟؟؟
نسيت أن أقول لكم كيف ابتسم طريق الخرطوم مدني وقال:الحمد لله الشاحنات كسرت ضهرنا.


يناير 2008 الوسط الاقتصادي

ليست هناك تعليقات: