في عصر السبت 15/10/2005 م تلقيت مكالمة هاتفية من سعادة المقدم أنور محي الدين يقول فيها إن السيد مدير الإدارة العامة للمرور يريد لقاءك. أجبته :حاضر متى؟ رد: غداً قلت له إن برنامجي – على تواضعه – أن أكون غداً بالجزيرة فطلب أن اعدل واحضر لهم غداً قلت لا مانع سأكون معكم في الثانية عشرة ظهراً.
في الحادية عشرة وأنا في طريقي للخرطوم وعند مدينة جياد الصناعية إذا بسيارة مرور تقف تحت الشجرة وشرطي مرور يوقف اللواري والحافلات . توقفت عند الضابط ملازم أول داخل السيارة ( احتفظ برقمها) وقلت له إن شاء الله خير ما هذه النقطة؟ قال نقطة مراقبة. قلت: يا أخي القرار الأخير جعل نقاط المرور 8 نقاط بين الخرطوم وبورتسودان وهذه ليست منها . قال: مراقبة بس. قلت: أنت الآن توقف السيارات. تركته واتصلت بسعادة النقيب احمد مدير مرور الكاملين يا أخي واحدة من سياراتكم رقمها كذا أقامت نقطة قال: هذه تابعة لمدني. وانصرفت وعلمت انه انصرف بعد ذلك.
بعد وصولي لمبنى الإدارة العامة للمرور استقبلني سعادة المقدم أنور وتناقشنا في بعض فقرات مقالي سبب الزيارة والذي كان بعنوان ( إلى وزير الداخلية ) الذي طلبت فيه أن ينصف الشعب من شرطة المرور.
دخلنا على سعادة اللواء محمد عبد المجيد الطيب مدير الإدارة العامة للمرور رجل فاضل ومهذب - هذا الانطباع الذي خرجت به- وضع المقال أمامه وبدا في نقاش بعض فقراته وشرح لي ان سيارات الهيئات الدبلوماسية والمنظمات العالمية تحكمها اتفاقيات أخرى والتفاهم معها يتم عبر وزارة الخارجية.اما عن السيارات الاخرى جيش وامن وخلافه قلت له بالله تخيل الغبن الذي يشعر به مواطن ارتفعت شحنته ربع متر ودفع غرامة وتمر في نفس اللحظة شاحنة جيش يرتفع الحطب فوقها اكثر من متر ونصف؟ وبعد ذلك شرح كيفية تعامل الشرطة في صورته المثالية . رددت عليه سعادة اللواء منذ1994 وحتى اليوم انا على طريق الخرطوم مدني ان لم يكن يوميا فعلى الأقل 5 مرات في الأسبوع والذي أشاهده واسمعه عن نقاط المرور التي على الطريق مختلف جدا عن الذي اسمعه منك وزادت شراسة شرطة المرور بعد التسويات الفورية او الغرامات. قال: إن من حق المواطن أن يرفض التسوية ويذهبا للقاضي ليفصل في الأمر. قلت:قد يكون المواطن داخل المدن على وعي كبير وكذلك الشرطة داخل الخرطوم تعامل الناس بشيء من الاحترام ولكنهم على الطرق العامة جباة ولا هم لهم في سلامة الطريق وكل همهم الغرامات والتي مكمن الخلل فيها ان لشرطي الحملة فيها نسبة مئوية. وما لم ينته العمل بهذه النسبة المئوية لن ينصرف هم الشرطي لسلامة الطريق بل سيظل جابي غرامات.
دخل معي في حديث عن تغيير اللوحات المتكرر وبرره لنا بأنه يجب تحديث السجل من وقت لآخر وسألته عن الفحص غير الآلي وارتفاع تكلفته وقارنه لي بالفحص في السعودية.
طلب منى أن نسألهم قبل أن نكتب وان نشكو لهم قبل ان نكتب قلت سعادتك الوصول إليكم ليس بهذه السهولة قال: أبداً أبوابنا مفتوحة وتفضلوا متى ما شئتم ؟
هذا ما علق بالذاكرة من ذلك النقاش الطويل مع سعادة مدير عام المرور وخرجت بانطباع طيب أن هذه الشرطة شرطة المرور في قمتها رجال ذوي فهم عالٍ وجاء ذكر صديقنا العميد عبد الله ابودومات مدير مرور ولاية الجزيرة والذي أين ومتى ما ذُكر ذكر بخير . ولكن المشكلة في أسفل السلم المحتك مع الجمهور انه يريد كثيرا من العلاج حتى يقوم بوظيفته الأساسية تسهيل السير وليس توقيف الحركة.
وخرجت مع المقدم أنور وأراد أن يدلل على كرمهم في نهار رمضان بحق البنزين ولكني رفضت ذلك شاكرا لهم كرمهم ولا مجال لحق البنزين.
اكتوبر 2005 م
هناك تعليق واحد:
احمد
إرسال تعليق