بينما الدهشة مازالت تتملكنا من كوننا الدولة رقم 144 فساداً ، فإذا بها النتائج العالمية تحرجنا مرة أخرى وفي مين في اعز ما نملك وبه نتبجح أو على الأقل به نحن فخورون.
ما عاد المثل السوداني القائل " الطشاش في بلد العمي شوف " سنداً ذا قيمة مبرية للذمة، إذ كل فحص النظر أصبح عالميا أو قارياً فالمطشش مطشش في القائمة وسيلحق به العميان ولن يكون مفتحا بالنسبة لآخرين فالقائمة تبدأ من عيون المها الى آخر ( ليسة ).
جامعة الخرطوم تحل 43 أفريقيا و 5528 عالميا ( ليتني اعرف كم جامعة في العالم؟) المعايير التي صنفت بها الجامعات هي : (وقال واضعو التصنيف انهم استندوا على عدة نقاط منها البحث العلمي و الجوائز الدولية و مستوى خريجيها و مراكزهم في العالم وكم منهم حصل على جائزة نوبل ومستوى الحرية في الجامعة). لا مجال لخيانة الحكم اذاً ، فلا تخرج جامعة الخرطوم في مظاهرة الحكم خائن، الحكم خائن.
دخلت مكتب أحد الأصدقاء من أساتذة جامعة الخرطوم الكبار ووجدت في مكتبه كرسيي خيزران وقلت:هذه الكراسي كم عمرها يا بروف؟
وخرجت بانطباع ان هذه الجامعة لم تغير كثير شئ وربما نفس المناهج التي درسناها في سبعينات القرن الماضي مازالت هي هي رغم كل ما طرأ على العالم من تغير.
الحفاظ على القديم هو لغة المتاحف ( مش كده يا دكتور فتح العليم؟) فإلى متى تصر جامعة الخرطوم على كل قديم من كرسي الخيزران إلى المنهج . اعلم أن كثيرون يتعاملون معها كتعامل الحيران مع شيخهم لا يقبلون فيه ولا عنه حديثاً، ومشكلتي أني لست حواراً لا احد ،ولم انجذب في حلقة قط. فبعضهم متيم بجامعة الخرطوم لدرجة الوله الصوفي ، ولكن يبدو أنها لم تشبع لي طموحاً وفقدت احترامي منذ كنت طالبا فيها ولكنني لم أجرؤ على البوح بذلك في حلقة الدراويش تلك.
سادتي ليس جامعة الخرطوم ولكن تعليمنا الجامعي كله إلى أين؟ هذا سؤال يجب أن تقف عنده الدولة كلها وتنظر حال خريجيها من هم؟ كم من الفراغ ملأوا ؟ هل نُخرج ما نحتاج أم الأمر كله بلا دراسة ولا تخطيط ؟ كل جامعة تحسب ميزانيتها وتدخل من الطلاب ما يجعل ميزان الإيرادات والنفقات معتدلاً ولا يهم بعد ذلك كم من الطلاب تخرج وفي أي تخصص وأين ذهب؟
عودة إلى جامعة الخرطوم أيكفيك تقييم الشارع لكٍ ووصفك (بالجميلة ومستحيلة؟) أم سيقف على هذه النتيجة العالمية رجال من جامعة الخرطوم يقلبون هذه الجامعة جامعة عصرية. أم يكفيها أن تكون أولى على ال26 جامعة السودانية.
هذه الجامعة تحتاج من الأجيال الأولى الاعتراف بالأجيال الجديدة أتمنى أن تنشر هذه الجامعة قائمة هيئة تدريسها وسنة تخرجهم ومواكبتهم لما يحدث عالمياً. يبدو انه من أول علل هذه الجامعة الكنكشة والمحافظة على القديم والخوف من التجديد.
جامعة عريقة هل معناها جامعة محنطة. بالمناسبة الجامعة الأولى عالميا هي جامعة هارفرد الأمريكية والثانية كمبريدج البريطانية.هل هو دنو همة ام محافظة على القديم؟
ديسمبر 2005 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق