مهنٌ كثيرة لها اتحادات تحافظ على حقوق أعضائها وتحافظ على سمعة المهنة ( طبعا ليس من بينها إتحاد المزارعين) والذي اعرفه أن اتحاد المحاميين يضع شروطا ومواصفات حتى يتم تسجيل المحامي ويتم ذلك بعد معاينة مكتبه ومراقبة طريقة عمله وإذا تقدم احد المتضررين من محامٍ يمكنه أن يشكوه للاتحاد وقد يوصي الاتحاد للجهات العدلية المانحة للتوثيق بإيقاف المحامي ولا تُقبل توثيقاته.وكل ذلك احتراما للمهنة وحفظا للحقوق.
ولكن في زيارة قصيرة لبورتسودان وجدت أن الذين يستحقون شرف رخصة مخلص جمركي قليلون جداً ومئات المخلصين ومساعديهم يعملون ( كيري ) أوراق في جيوبهم وأوراق في مكان السكن وأوراق في السيارة وبعضها مع مساعدين وهم في لهث دائم ويعملون كل عمل يدر عليهم أكثر وأسرع. والصدق والإيفاء بالمواعيد أندر من لبن الطير في سوق المخلصين الجمركيين.
والغريب أن اتحادهم غني جداً إذ يأخذ رسوما على كل شهادة وليس اشتراكات سنوية وكان عليه أن يعمل مقابل ذلك أشياء كثيرة ولكني سمعت انه يكتفي بالغنائم .(ولا يدخل يده في فتة حارة أبدا).
إدارة الجمارك هي الجهة التي تصدر الرخص للمخلصين ومساعديهم ولإدارة الجمارك لوائح ونظم غير أني وجدت المخلصين هذه السنة فاجأتهم إدارة الجمارك بقرارات عجيبة واحدة أن اللائحة الجديدة حددت شهر مارس لتجديد الرخص ولكنها فاجأتهم بمنشور يطلب منهم تجديد الرخص خلال 48 ساعة في هذا الشهر يناير 2006 . مما سبب ربكة كبيرة إذ سيذهبون جميعا وفي وقت واحد لمكتب الضرائب لاستخراج خلو الطرف وسيذهبون في وقت واحد لديوان الزكاة وستجدهم في حالة يرثى لها. أين الاتحاد من هذه المنشورات المتعجلة اللاحسة للائحة في عامها الأول وقبل أن يجف قلم مدير الجمارك الذي وقعه بها؟
معظم الذين رأيتهم من المخلصين لا يمارسون أبسط أسس العمل الإداري ويقومون بأعمالهم ببدائية شديدة لا أقول أنهم لا يتعاطون الكمبيوتر في معاملاتهم بل لا يتعاملون حتى مع الدواليب والفوائل والفهرسة والأرشفة ويعتمدون على ذاكرتهم في كثير من أعمالهم . وماذا لو اشترط اتحاد المخلصين على كل من له رخصة تخليص شكلاً إداريا محدداً اقله موظف خريج إدارة أعمال؟ وما أكثر الباحثين للعمل في هذا التخصص ، ومحاسب وما أكثر المحاسبين العاطلين عن العمل بعد أن تخرجوا بالآلاف وذلك ليواكبوا سوق اليوم.الذي لا يقبل (البشتنة).
القادم من بورتسودان يأتي بأخبار كثيرة رغم الانترنت والقنوات والإذاعة إلا أن هناك أشياء لا ترى إلا بالمشاهدة بالعين والعقل الخاص الذي يخضعها إلى التحليل والرأي.
سنقف مع ما سمعناه عن الأخ الوالي محمد طاهر ايلا ، وعزمه على أن يعيدها سيرتها الأولى.
حلمي أن أرى بورتسودان مثل جارتها جدة . لذا سأكتب عن جديد بورتسودان في كتاباتي القادمة فانتظرونا (وهذه تقرأ على طريقة وصوت مقدمة برنامج (من الأمس) التلفزيوني الذي يذاع كل جمعة).
يناير 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق