أن تطلب الدولة من شبابها أن يخدمها عند التخرج لوجه الله ففي الأمر نظر ولكن بمرور الزمن صار للخدمة الوطنية عدة وجوه محو أمية وتدريس في مناطق بعيدة او مناطق شدة لا يحتملها أولاد المصارين البيض . وتجييش وعسكرة عند النوازل والحروب – الله لا عادها – فلا مانع رغم شوق الأسرة لإنتاج فلذة كبدها واستعجالها لتتذوق طعم كسبه ويساعدها ويسدد بعض من دينه ( بالفتح وليس بالكسر فذلك لا بعض فيه ) فلا مانع .
لكن الذي بدأ لي عدة مرات ان هذه الذي يسمى الخدمة الوطنية ما هي الا تهرب من الدولة من تشغيل الخريجين ووجدت في تسويف الخدمة الوطنية ضالتها . والأمرَ من ذلك هي وسيلة جباية مدهشة في أي شباك تقف تطالب برسوم . أي ختم أو توقيع تسبقه رسوم تبدأ من الألفين وتصل إلى الستين ألفا أما المغتربين فهم البقرة الحلوب . ويخيل إليك أن ليس للأمر ضابط وكل يفرض على مزاجه ولا يعلم احد ما يفعله الآخر. ( الجباية بإيصالات بيضاء لا صفة قانونية لها.)
وبدأ لي كل ذلك عندما علمت أن على البنات خدمة وطنية ومعسكر وقلت لماذا وماذا يريدون من البنات وماذا سيقدمون لهن وهن ما صدق أولياء أمورهن أن يتخرجن والكل يده على قلبه من خروجها من البيت إلى أن تعود ، وبعد ذلك تطلب مني دولة المشروع الحضاري أن ألحقها بمعسكر وانظر لمنافاة الكلمة لطبيعة المرأة . أي شيخ أقر هذا وأي مفتيٍ قال به ؟ ومن وقف على التجربة منذ بدايتها إلى يوم الناس هذا وما مردودها ؟ آم هو قرار اتخذ والسلام . كان يشاع أن بعض قرارات ثورة مايو تتخذ في ( القعدات ) فما بال القوم يذكروننا بمايو بهذا القرار العجيب عسكرة النساء والخدمة الوطنية للنساء.
لتقييم مثل هذه التجارب المُرة المؤلمة هل تكتفي الجهات العليا بالتقارير أم تستطلع رأي الناس بوسائل أخرى ؟ أن هي انتظرت التقارير فستكون كلها ممتاز لأن كُتاب التقارير لهم منافع أخرى ، ما وقفت عليه منها هو الجبايات غير المقنعة وغير المبرئة للذمة لا في الدنيا ولا في الآخرة .
أنقذونا من جبايات الخدمة الوطنية وبكل شفافية بأي قرار صدر الرسم ومن أجازه وما مقداره وبأي إيصال نسدده، ابيض أم اورنيك 15 المالي؟وان يكتب ذلك واضحاً وضوح لوحاتها المعروضة في كل مكان موضحة الإجراء وعندما يأتي ذكر الرسوم تسكت عنه. لماذا؟
ولمن اشتكي من يطلب رسوما لا سند لها ؟ هذا حتى نسد الفجوات التي رايتها بأم عيني
اغسطس 2005 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق