ولعدة أيام ينشر المؤتمر الوطني وفي عدة صحف إعلان من صفحتين فيه قائمة بأسماء مئات المدعوين للقاعة الكبرى لحضور انطلاقة النفرة الخضراء وتقرأ الأسماء وتعجب ما علاقة بروفسير مأمون حميدة أو بروفسير محمد عثمان صالح ودكتور تاج الدين صغيرون بالزراعة وفي كل هذه القوائم لا تجد ذكرا لأهل الزراعة الحقيقيين فالقوائم المنشورة كلها أو جلها من الخرطوم ولا علاقة لها إلا بزراعة الحدائق المنزلية والزهور. وخالية إلى حد كبير من أسياد الوجعة.
بهذه النفسية ذهبت للقاعة الكبرى للمؤتمر الوطني لأرى وافهم كيف ستكون النفرة الخضراء وماذا سيقول بروفسير مأمون حميدة و بروفسير محمد عثمان صالح ودكتور تاج الدين صغيرون عن الزراعة. ويا لهول ما رأيت القاعة 90% منها من مزارعي الجزيرة والمناقل والمشاريع الزراعية الأخرى ( العمم ما تديك الدرب) وعدد كبير من موظفي مشروع الجزيرة وكمال النقر.والسياسيين. هذا أول تناقض بين التخطيط والواقع .الذين خططوا لهذه اللمة لا خطة لهم ولا يعرفون من يدعوا ومن سيأتي هذا افتراض .وافتراض آخر أن هناك ازدواجية حيث تعمل أكثر من جهة في وقت واحد في عمل واحد ولكل جهة رؤية مخالفة. وافتراض أخير ان للمؤتمر الوطني قوائم جاهزة ان اراد مؤتمرا عن الزراعة نشر هذه القوائم وان اراد نزع الغام نشرها وان اراد مؤتمرا لجراحة المناظير أيضا دعا نفس الأسماء المهم قوائم والسلام ويا بخت الصحف.
نتجاوز الحضور والمدعويين. متى تبلغ الإنقاذ الحلم؟؟؟ وتعمل بدون هرجلة ولملمة بشر إلى متى سيستمر أدب المؤتمرات وتجميع البشر في مكان واحد ليسمعوا حديثا، والعالم يسعى لينتقل كل شيء للإنسان في بيته، حتى التعليم أصبح منه تعليما عن بعد ما معنى أن يحضر إنسان من النيل الأزرق او جبال النوبة ليسمع حديثا كان يمكن أن يشاهده وهو مستلقٍ على قفاه
. هل يشاركنا في هذه العادة أحد؟ ومتى تعلم الإنقاذ أن الوقت مكون اقتصادي حقيقي؟ كم من الموظفين ترك عمله والمنوط به وجاء وجلس كقطعة ديكور لا تقدم ولا تأخر في الموقف شيئا؟ وكم مرة في السنة يترك الموظفون مكاتبهم لمثل هذه الملمات؟ وكم عدد أيام السنة؟ من يحسب هذا الفاقد. إني لا ارثي لحال السياسيين الذين يجدون أنفسهم في عدم توافق نفسي لما يؤمنون به وما يقومون به.(مجبورة خادم الفكي على الصلاة).
لن يعدم المؤتمر الوطني من يبرر له هذا النهج فقال لي احد مدمني السياسة: بالله شوف الحشد دا برضو يقولوا المؤتمر الوطني ما عندو جماهير. وأقول له: بالله بهذا النهج الحشدي عديم الجدوى كم فقد المؤتمر الوطني من العقلاء؟
بإذن الله نواصل النفرة الخضراء المطلوب والواقع.
يناير 2002
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق