كثيرون في سوداننا هذا يدعون للفضيلة والمناصحة ويريدون أن يصلحوا. منهم من يصلح بيده ومنهم من يصلح بلسانه ومنهم من يصلح بقلمه .والكل يريد أن يرى السودان على أفضل حال منهم من يريد أن يراه اخضراً كاستراليا وكندا ومنهم من يريده آمنا كما مكة وسويسرا . ومنهم من يريده غنيا كهولندا ومنهم من يريده عال مستوى دخل الفرد فيه كما الكويت .
ولكن الجديد الذي دعاني للكتابة إنني اكتشفت اكتشافا مذهلاً وهو الكل يريد السودان بخير بشرط أن لا ينقص هذا من مصالحه الخاصة يريده أن يتطور بعيدا عن كعكته .
بالمثال نوضح الآتي : المشروع الزراعي الضخم الإداريون يحصون لك من عيوب المشروع ما يشيبك ولكنهم لا يتطرقون للنفقات الإدارية أبدا .
الاتحاد (المشكلة ) يحدثك عن كل علل المشروع وإخفاقاته ولكن لا يتطرق إلى كيفية اختيار الاتحاد وكيف يأتي من القواعد وكيفية مشاركة الناس كل الناس فيه وبشفافية عالية حتى يختاروا الصالح بلا وصاية من احد .
التسويق والشركة السلعلع تحدثك عن قلة الإنتاجية والتوسع الراسي والأفقي كمخرج لازمة المشروع وهي تبطن إنها تريد توسيع حصتها ولا تعترف يوما بالعجز والبدائية في التسويق ودنو الهمة واللعب على الذقون اللعب على العام باسم الخاص وحاجات تانية حامياه.
الكل يريد سياسة التحرير الاقتصادي بعيدا عن سلعته ويلعب مليون لعبة ليخرج سلعته من التحرير ويبقى محتكرا احتكارا يحرم الملايين من خير التحرير لا داعي لان نقول السماد مثالا بل والمدخلات الزراعية كلها مثالا.
ويتدرج الأمر حتى أصحاب التاكسي يريدون السودان متقدما فقط بإلغاء ما يسمى اللموزين والأمجاد.
وقد يصل الأمر إلى المحافظة على المصالح بقذف الآخرين واتهامهم بما ليس فيهم و يعلمون والله من قبلهم يعلم انهم كاذبون.وعدم الشفافية والبعد عن المناصحة والوضوح يجعل الكثيرين يصدقون ما يقال لهم ويطربون ويسمعون لما يضحكهم من قبيل كلو تمام يافندم وكل من يقول هذا صحيح وهذا خطا ستدبج فيه التقارير المنفرة والتنفير متغير بتغير الأيام فتهمة الزمان الماضي ما عادت قوية قوة أن تتهم الآخرين بأنهم من ذاك الشق أو تلك الكوادر. رغم علمك في داخلك إن الأمر ليس كذلك وإنما هي حماية المصالح.
حتى الصحف التي نكتب فيها تريد الحق الذي لا يضر بمصالحها الإعلانية.
إن استمر الحال هكذا فإن المصالح الخاصة ستهزم السودان كله وفي لحظة سنبكي على السودان كله ونجد كل من كان يحرس مصالحه الخاصة جاثٍ على ركبتيه يلعن حظه وبكنكشته في الخاص أضاع العام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
اللهم نسألك اللطف والتجرد . ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله .
ابريل 2005 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق