( بورتسودان يا عروس البحر يا حورية) أغنية مشهورة
أكن لهذه المدينة عشق خاص ،لا ادري هل مرد ذلك لرحلة طلابية في سنة 1975 لسبعة أيام قضيناها فيها وحولها من اربعات وجزيرة سنجنيب وسياحة بحرية كنا نستأجر المراكب ليلاً بعشرين قرشا للساعة تجوب بنا مياه البحر الأحمر وكنا وقتها كما يقول الكابلي: ( لا شايلين هم ولا عارفين بكرة الجايينا). أم هذا العشق لأني اعرفها جيدا كأكثر مدينة اعرفها بعد الخرطوم ومدني لكثرة زياراتي لها.
وربما سبب ثالث أو رابع هذه المدينة تشبه مدينة جدة في كثير من ملامحها وطقسها وبعض من جالياتها كالإخوة الحضارمة. ومن قلبي أتمنى لها أن تصبح كجدة أن لم نقل أحسن منها وليس ذلك على الله بعزيز.
في آخر زيارة زرت فيها بورتسودان قبل أسبوعين فرحت بها كثيرا لأني رايتها نظيفة وكثير من المظاهر السالبة اختفت ( بلاش نقولها). وسالت ، قالوا إن الوالي محمد طاهر ايلا عزم أن يعيدها سيرتها الأولى وقلت ولماذا لا يعيدها أحسن من سيرتها الأولى. الم نفرح العام الفائت بتوقيع عقد مشروع مياه النيل لبورتسودان 430 مليون دولار وستشرب بعدها بورتسودان ماء نهر من انهار الجنة بنص الحديث الشريف ولن يشتري اهلي في الشرق ماء صحة بجنيه( باعتبار ما سيكون بعد ما نقسم على الف قريبا) وستضاعف فاعلية الصابون ما كان يغسل بصابونيين سيغسل بصابونه واحدة لأن الماء سيأتي soft water وليس ماء عسر hard water. والكهرباء في الطريق وستباع كل مولدات الاحتياطي التي تملأ طرقات بورتسودان ، ما من عمارة إلا وتحتها مولد احتياط لأنها كانت غير مستقرة رغم كل ما تعبوه عليها. إذاً ماذا بقي للوالي من عذر؟ لا عذر له إن لم نرها جميلة كجدة. وبالمناسبة له خبرة في سفلتة الطرق كبيرة اكتسبها من كونه كان وزيرا للطرق والجسور.
وبمناسبة بورتسودان المعلوم أنها مدينة رطبة وأبواب الحديد يأكلها الصدأ وأبواب الخشب تتمدد مع رطوبة الجو ويصعب قفلها وفتحها لذا ليس لها حل إلا الألمونيوم مهما على سعره فهو حلها الوحيد.
ثانيا هذا الشاطي يريد استثمارا غير هذه البوفيهات الفقيرة للجماليات ولا يجذب الناس لها إلا طراوة أسماكها وجودة طهيها كأنهم يحاسبونك على هواء البحر! كل سواحل هذا البحر مستغلة خير استغلال الا عندنا لماذا؟ لا ادري؟
لماذا لا تصبح بورتسودان واركويت مصيف سوداني للسودانيين قبل الأجانب؟ وبمناسبة اركويت رأيت المصيف قبل عدة سنوات وكانت تنقصه بئر هل مازال على حاله؟ ومصيف بهذا الجمال لماذا لا يكون له أكثر من بئر احتياطي ؟
فبراير 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق