من النكات المشهورة أيام حكم النميري أن الأسعار كانت تتسارع بوتيرة عالية وكل صباح هناك زيادة في الأسعار وعندما سأل الحلفاوي عن السعر ليلاً وجاء الصباح ووجده تغير قال : يعني ما نوم ولا إيه؟
في بداية كل سنة – قبل البترول – كانت تخرج علينا الميزانية بزيادات تبررها بارتفاع أسعار البترول وبتكلفة الحرب وكنا نربط الحزام . بعد البترول انتظرنا أن يسري في شرايننا كما سرى في أنابيبه تحت الأرض.ولكن المبررات كانت اكبر من آمالنا ونحن نشتريه لاستهلاكنا بسعره العالمي ونراه ونحس به في بعض حياتنا وحمدنا الله على توفره في هذا الضيق العالمي وارتفاع سعره بأكثر من 65 دولار للبرميل لو ما كان هنا كيف يكون الحال ؟ الحمد لله ولكن كنا نتمنى ان ينعكس خيرا على الزراعة ولا نراه غابات من الاسمنت في الخرطوم.
بعد كل هذه المقدمة، عندما خرجت ميزانية هذه السنة خالية من الزيادات المعلنة فكرت بعض الجهات في تعكير صفو المواطن ومنها غرفة الحافلات وخرجت علينا بزيادة تعريفة المواصلات بلا مبرر يذكر.
مثال على ذلك . تعريفة الخطوط القريبة من الخرطوم ، ألتي الخرطوم تم رفع التذكرة من 2000 جنيه الى 2500 بدون أي حجة ومرتادي هذه الخطوط معظمهم من الطلاب ونفس المسافة بالضفة الشرقية للنيل التذكرة ب 1000 جنيه ( ملعون أبو الحكم المحلي لو كان هذا عايدنا منه). اين يذهب الفرق بين التذكرتين منهم من يقول المشكلة في المنفستو وهو الضريبة التي تؤخذ على الراكب ولماذا لا ترفع هذه الضرائب عن هؤلاء البسطاء كما رفعت عن المغتربين ،والحد الأدنى. لماذا لا يشعر هؤلاء بالبترول في تذاكرهم؟
وآخرون يقولون هذه الأجسام الطفيلية التي تشرف على هذه الخطوط من غرفة رئيسية وغرفة فرعية وكمسونجي وهلم جرا.غير أن هناك من قال بارتفاع الزيوت رغم عدم معقولية الحجة لان الزيت لا يغير يوميا وإذا حسبت استهلاكه لا يمكن أن يكون بهذا الحجم من الزيادة 15 ألف لكل رحلة ولكن هذه الزيوت تركت سائبة وهناك شركة كلما رفعت سعر منتجها زادت شركات الزيوت كلها بعدها أسعارها. هذه الزيوت أليست من المشتقات البترولية والتي يجب أن يكون لها تسعيرة .أم ورآها ما ورآها؟
إلى المالية و الى الضرائب والى الغرفة هذه التعريفة تحتاج مراجعة ويجب أن لا يفرح بها احد لأنها تعني حرمان كثير من الطلاب وجبة الفطور وإفقار آلاف الأسر.
فبراير 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق