الأول: ماشي السوق؟
الثاني: نعم
الأول: جيب معاك شوال عجور ، صفيحة طماطم ، قفة فلفلية و ربطة جزر.
الناس في العالم المتحضر في حالة انسجام مع تحضرهم والمتخلفون قانعون بتخلفهم وكلاهما غير مزعج ولكن الذي يزعج هذا التباين في الحياة السودانية وخصوصا الاقتصادية.عندما يشتري صاحب الفلة الجميلة أو القصر المنيف – من حلال او حرام هذا القصر ليس موضوعنا الآن – عندما تشتري الطبقة التي فوق بهذه الوحدات ألا تشعر بالتناقض ؟ على الأقل ألا تخدش هذه الوحدات جمال ما هي فيه ؟ كيف يدخل شوال عجور او صفيحة طماطم الى قصر منيف؟
الباعة أنفسهم من المنتج إلى آخر (سريح) كيف يحتملون هذه الرحلةالمنتجات من مننتج هو المزارع الى بائع جملة الى من هو اصغر منه إلى خضرجي على طاولة أو درداقة أو على حمار . لماذا هذه الرحلة المزعجة ؟ لماذا لا يتطور السوق إلى مرحلة جديدة يواكب فيها ما يجب أن يكون ؟
من يقود هذا التطور؟ وما الذي يقف في طريقة عرض منتجاتنا؟
بالأمس وجدت شركةً طورت طريقة عرض البيض كل ست بيضات في قالب بلاستيكي شفاف البيض بداخله ابيض نظيف ليس عليه عوالق ملونة كما في بيض الأطباق أو الدست تقبل على شرائه بنفس مفتوحة وألصقت الشركة اسمها ورقم هاتفها وجوالها وفاكسها ولسان حالها يقول أتحدى وافتخر بهذا المنتج. ( مبروكة أيتها الشركة المحترمة نسيت أن أقول إن هذا التغليف الرائع كان في مقابل زيادة بسيطة في السعر).لو لا خوفي من ان اتهم بعلاقة معها او ان يشك فيَّ قسم الإعلانات بالصحيفة لذكرت اسمها وجوالها الذي لا ينسى أبداً رقم مميز جداً.
وقبل ذلك أجبرت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس شركات الشاي على تعبئته في علب بدلاً من الجولات البلاستيكية زنة 10 رطل وما فوق وهذا الشاي الآن يعرض في عبوات مختلفة وزاهية وصحية. إذاً نحن أمام مثالين لتطور في السوق واحد جاء بالأمر والآخر جاء طوعا وتنافساً ما الذي يقف أمام هذا التطور؟ من عندي أجيب؟
ربما زيادة التكلفة وربما البداوة التي لا تتعجل التطور، وربما القوانين الصحية الناقصة.كل هذه عوامل ولكن أخشى أن تكون جبايات المحليات واتاواتها، على كل ما اسمه مصنع ، هي العائق على قيام مصانع تغليف محترمه لا تؤثر كثيراً في التكلفة . هذه الحكومات المحلية التي تتباكى وراء شركات السياحة وكل ما هو قادم من الخارج لماذا لا تساعد في التطور التحتي ( حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس ؟).
أتمنى أن أرى الطماطم ومن قطفها من مزرعتها في عبوات جميلة سهلة الحمل لا تزيد ثمنها كثيرا يمكن أن تختصر سلسلة الباعة الطويلة بحيث تحمل من المزرعة إلى أي مكان للمستهلك مباشرة أو إلى الأسواق الوسيطة أو إلى الأسواق المحلية الكبيرة أو إلى التصدير وبنفس الطريقة كل المنتجات الأخرى.
وهل يجدي التمني؟ من ينفذ؟
يناير 2006 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق