لست ميالاً للكتابة عن الأشخاص – وخصوصاً الأحياء – لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها أنى شاء.
تؤرقني الكنكشة وهي أن يمسك الإنسان بقوة على ما بيديه حتى لا يضيع منه وخصوصا إن كان ما بين يديه مصلحة خاصة ،وظيفة ، منصب، وموقع، و للناس بها صلة.
السياسيون هم أكثر الناس ابتلاءً بهذا المرض وكبارهم في حكم المدمنين غير أن المدمن يمكن علاجه إذا استجاب لنصائح الطبيب أما هؤلاء وكل ما تقدم بهم العمر صار الأمل في شفائهم اقل ويصبحون فرجة وهم لا يشعرون.
غير أن هناك حالات مهنية مبتلاة بعدم المواكبة والتجديد والاعتراف بالأجيال القادمة وتكنولوجيا العصر.
كيف يقول محاسب إن خبرته الطويلة هذه أحسن من الكمبيوتر وهو لن يستعمل الكمبيوتر. كيف يقول طبيب: بلا جراحة مناظير بلا حاجات جديدة أنا كان ما فتحت بالمشرط والدم سال وشفت بعيني ما بقتنع.
هذه أمثلة قليلة من كثير مما يجري في حياتنا تكبل الحياة كلها وتجعلنا في ذيل القائمة ( لا اعني قائمة الفساد فهذه ترتيبنا فيها صار معروفاً144 ) بل في ذيل كل قائمة طب، تعليم ، صناعة، إدارة ،هندسة. ( أقول كورة رغم جهلي بها؟)
ما دخل مكاوي بهذا ؟ نقل أخي د. البوني زيارتهم لخزان الروصيرص وكيف أن تكنولوجيا حديثة أدخلت عليه وشرح لهم فريق من شباب المهندسين تدربوا في المانيا على هذه التكنولوجيا الجديدة في الكهرباء وعندها قال لهم المهندس مكاوي محمد عوض مدير الكهرباء نحن مثلكم في العلم بهذا الجديد والفضل بعد الله لهؤلاء الشباب .( يبدو ان هذا سر نجاح هذا الرجل الذي كثر العمل في عهده وقل الكلام. ونسينا كلمة القطع المبرمج والترشيد)
قل ما تجد من جيلنا والجيل الذي قبلنا من يعترف بالأجيال اللاحقة وهذا من عوامل تأخرنا إن لم نقل من أمراضنا المستعصية.
هذه الأجيال مليئة حياة وعلم اعترف به من اعترف وأنكره من أنكره ولكن علمهم بعصرهم هو رأس مالهم والمواكبة مطلوبة كيف يستقيم ان تكون الشوارع تعج بالخريجين العاطلين ومكاتب الدولة تدار بموظفين القرن الماضي ودفاتر القرن الماضي وأجهزة الكمبيوتر - إن وجدت - كانت وظيفتها لعب الكتشينة.
هواري بو مدين رئيس الجزائر الأسبق عندما وجد اللغة العربية غريبة في بلاده اشترط على موظفي الدولة كل من لا يتعلم اللغة العربية في خمس سنوات يفقد وظيفته.
نحو خدمة مدنية جديدة، نحو تطور بشباب جديد وأجيال قادمة إن كان هناك من يسمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق