اعتراف ذاتي في حكم العام
بين كل جارتين غيرة هذا مبدأ شبه معلوم، فما من مِصرين متجاورين إلا وتجد شي من الاحتكاك أو الغيرة التي ما لم تضبط ستتحول إلى المرتبة الثانية الكره أو العداء .المصران قد يكونا قريتين محافظتين ولايتين وغالباً دولتين.
علاقة جيلنا بمصر والمصريين في حاجة إلى مراجعة ونحن في لا شعورنا أيام الاحتلال الثنائي، بمعنى أن مصر شاركت بريطانيا في استعمارنا. وربما نسينا أو تناسينا أفضال مصر علينا من تعليم في الأزهر وبعثات تعليمية مصرية في السودان.
جيلنا تربى على هذه الخلفية وكنا دائما ننظر بمنظار فيه من الغشاوة لمصر ومن عاشر منا المصريين اخذ عليهم حبهم لترشيد المال وصرفه بالقطارة وأخذنا على بعضهم قلة ثقافتهم العامة وانحصار ثقافتهم في مادة تخصصهم وعدم اطلاعهم وفهمهم للأمور العامة ربما ينطبق هذا على المرتبة الثانية من المتعلمين وليس على الصفوة.
بعد هذا العمر ما عدت انظر لمصر إلا أنها دولة عظيمة بيننا وبينها مسافة حضارية نحتاج زمنا لنلحق بها إن هي وقفت على ما هي عليه الآن.
انظروا لقمرها الصناعي كيف استفادت منه في الخير والشر
انظروا إلى قنواتها التلفزيونية كم عددها؟
قنواتها التعليمية ما أروعها وما أعظم فائدتها؟
انظروا كم قناة دينية تبث؟
انظروا لمشروعها الحضاري كيف يُبنى في مهل وبلا ضجيج؟
كم من معرفة يبثها إعلامها والكل يجد مساحة ولم يحتكروا الإعلام كله في قناة وحيدة يتصارع عليها الساسة قبل العلماء.
مصر الجمعيات الخيرية وجمعيات المجتمع المدني وجمعيات تحفيظ القران ورعاية الايتام.
سياسياً خنعت الدولة للضغط العالمي وانكسرت الحكومات للغرب ولكن شعب مصر هل سار في التطبيع خطوة أقول بملء الفم لا.
مصر عظيمة وحبلى بكل خير وغدنا كأمة مربوط بها ومنها يأتي خير كثير إن لم يكن اليوم فغدا نلقاها وتلقانا.
هذه الأجيال يجب أن تبنى علاقتها مع مصر بعقل ويجب أن ننسى (حلفا) والاستعمار الثنائي وطمع مصر في خيراتنا – غير المستغلة – ارض وماء.
مرة أخرى ها هي سياسيا تصحو وتردد للصبر حدود و (كفاية) وبوسائل سلمية إلى حد كبير وفي غير إضرار بالمصلحة العليا سلامة الوطن والمواطن.
كل هذا إنصافا لمصر وما رأيت مصر رأي العين بل من خلال معاشرة بعض بنيها ومطالعة إعلامها.
نوفمبر2005 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق