يقال أن احد الشايقية الختمية بعد انقلاب مايو ضاق صدره لما يجري أمامه ورأى ذلك من علامات الساعة : فصاح : (( يا ربي قيامتك منتظر بيها شنو سيدي علي مات والبلد حكموا الدناقلة ))
فان كانت تلك علامات الساعة عند هذا الشايقي فعلامات ساعة جديدة بدأت تطل برأسها . الحاج وراق – الحاج هنا اسم وليس صفة – كاتب عمود( مسارب الضي) بهذه الصحيفة رجل مهذب وذو صراع فكري مع الإسلاميين مشهور حتى جعله عنوانا لكتاب ، ومعروف بيساريته وشيوعيته وحقيته ( من حق) . خرج علينا يوم 23/7/2005 تحت عنوان ( قرار فاجر).
وقبل أن تأتي الجمعة القادمة التي طلب فيها وراق من المصلين أن يدعوا على الحكام بان يرحم من يرحم عباده و يضيق الله على من ضيق على عباده في صحة أبدانهم وفي قبورهم وموازين أعمالهم ونزع سلطانهم نزع عزيز مقتدر . ونزع سلطانهم هذا غاية أمنيات الحاج وراق .قبل هذا دعونا نقف معه وعليه من متن ما كتب في حواشٍ.
تحدث عن خلل الصرف الحكومي وأولوياته ونحن في هذا معه في كثير مما كتب ونختلف معه في عدم مواكبة بعض الأمور .المستشفيات لا تشكو قلة الدواء ، ولا المعلمون يشكون تأخر رواتبهم ولا هي قليلة كما كانت .
لو خلا هذا المقال من بعض إفرازات هامش الحرية الذي بدأ واسعا لقلنا أن كاتبه إمام مسجد تحرقه الجمرة الخبيثة ولكن الحاج مستغلاً رفع حالة الطوارئ وعندما رأى كثرة الحجازين بدأ في رفع صوته ( فكوني ليهو فكوني ليهو ).
والحكومة من جانب تستحق ان يشمت فيها أعداؤها إذ القرارات فيها غير متابعة وكل قرار يخرج منها يقف على تفسيره وعرقلته ذو مصلحة . عندما يصدر قرار من الحكومة بإزالة كل النقاط على الطرق ولا ينفذ ، ما معنى هذا ؟ واحد من اثنين إما ان الحكومة ليست جادة في قراراها وهو لترضية الشعب او ان هناك جهات أقوى من الحكومة . وعلى هذا المقياس صدر قرار بإعفاء المساجد من فاتورة الكهرباء - بإطلاق- من الذي جاء ببدعة سقف الاستهلاك هذه ؟ أليست هي ناسفة للقرار الأول ؟
وبالمناسبة ما فات على وراق ان مكاتب الدولة لم يعد هناك حد لنهايتها وليس ذلك حبا في العمل فتجد الموظفين حتى الرابعة وحتى الخامسة في مكاتبهم وما ذلك إلا ليستمتعوا بمكيفات الفريون التي ما عاد يستطيع فاتورتها و لا شرائها الا الحكومة .( هذا من أحسن الفروض في حسن الظن بهؤلاء الباقين حتى الخامسة في مكاتب الدولة )
الحاج في عموده يقول (( لو أني أرى شدة في عود الحركة الجماهيرية لدعوت لحملة عصيان مدني للامتناع عن دفع الضرائب لسلطة لا تصرف على المساجد او لدعوت المصلين للتظاهر رفضا لهذا القرار، ولكن الى ان يشتد عود الحركة الجماهيرية فلدينا أسلحتنا الأخلاقية المعنوية وهي فاعلة و مؤثرة ........ )) .هذا اعتراف ضمني بان الحركة الجماهيرية والدعوة إلى العصيان المدني دعوة غير أخلاقية ورغم ذلك ان كانت موجودة لبدأ بها وراق قبل أسلحته الأخلاقية.
أيها المصلون قبل ان يفتن بينكم الحاج وراق وحكومتكم فادعوا الله ان يرفع هذا القرار ويُراجع من قبل وزارة الارشاد ووزارة الكهرباء وتعود المساجد بيضاء وباردة . فكله دعاء ورفع ايد الى الله فلندعوا بخير حتى تقول لنا الملائكة: ولك مثل ما دعوت به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق