مصارف ومطاحن

يذكر الناس في بلادي انه كان في زمن – صار – قديماً أن عدد المطاحن كان كبيراً ولا يفِ بالمطلوب إذ أن طاقاتها كانت متدنية ونوعيتها قديمة وطالبها الناس والحكومات بأن ترفع من كفاءتها وأغروها كثيراً وارهبوها أكثر ولم تستجب .والناس في هوانهم ذاك صار الدقيق يأتينا من بلاد أقل ما يمكن أن يقال عنها ليست سلة غذاء نفسها ناهيك عن العالم .
طول يا زمن والحال هذه إذ دخلت السوق مطاحن ضخمة وحديثة اكتسحت أسواق الدقيق بل أسكتت كل المطاحن الصغيرة وصار التنافس بين مطاحن لا تزيد عن الأربعة وصارت الإعلانات التجارية ويتا وسيقا والشيخ . وصار الدقيق كافياُ وهذا تطور قد يقول قائل أضر بصغار الطحّانين ولكن أسواق اليوم لا تعرف إلا البزنس والإدارة الجيدة والربح الوفير لا مجال للعواطف والنقابات والميري .
وبعد
مصارفنا بحال المطاحن القديمة كثيرة العدد قليلة الجدوى بطيئة التطور لا تفِ بمتطلبات المرحلة الحالية ناهيك عن المرحلة القادمة . وهي دائمة الشكوى مرة من قوانين بنك السودان وأحياناً تعتذر بأعذار غير مقبولة أو غير مقنعة ومن ذلك تخلف الإنسان السوداني التقني ولا أدافع عن ذلك ولكن يمكن شد الإنسان من أذنه ليواكب التقانة الحديثة وفي موبيتل – رغم بعض قصورها – أسوة حسنة فالكل صار يعرف الرقم السري والتغذية الرقمية والاسكراتش فلم تنتظرهم موبيتل بل سحبت مليون مواطن معها خطوة إلى الأمام.مشكورة اللهم إلا من ضعف الأبراج وضعف التغطية( لا يمكن الوصول اليه حالياً) والانفراد بالسوق.
لن ينتظر هذا الاقتصاد - الذي نسأل الله له التقدم- مصارف بهذا التخلف لا تعرف التقنية الحديثة إلا على حياء كأمي يحمل عدة أقلام ملونة في جيبه لينفِ عن نفسه تهمة ألامية . سوق المصارف هذا في حاجة إلى مصرف واحد حديث يستصحب معه أحدث تقانة العالم وإدارته وسيجد هذا المصرف نفسه بعد فترة ككاسحة الجليد من الشوارع الطريق أمامه نظيفة وسالكة .ويومها لن نشمت في مصارفنا فقد نصحناها كثيراً وبكينا كثيراً من مصارف تعمل للجمهور فقط 3 ساعات ونصف في اليوم وتمنع الجمهور بالشرطة من دخولها 20 ساعة ونصف .وإذا اردت مبلغاً من المال منها او لها وقفت الزمن الطويل واحترت اتحسبه ورقة ورقة أم تنصرف وتقبل عبارتهم (البنك غير مسئول من الفروقات بعد المغادرة ).
مصرف الغد أراه بعيون زرقاء اليمامة ولكن من يصدقني ؟ المطلوب منه فقط ما قاله اينشتاين لمن يريد أن يفهم النظرية النسبية فقط لا تستصحب معك القوانين والمعرفة النيوتنية القديمة .
مصرف الغد الذي سيسكت كل هذه الفروع والإدارات والأبراج والاسهم المتواضعة مطلوب منه أن لا يسال عن ماضي مصارفنا ويفترض انه أول مصرف في البلاد وينطلق من هذا المنطلق مستفيداً من شبكة الألياف الضوئية. واستمرار الإمداد الكهربائي اللتان كانتا حجة مصارفنا القديمة وعندما توفرتا لم نجد كبير فرق في مصارفنا.بل بحثت عن أعذار أخرى .
( ابن حلال يفتح الباب ) والسلام آتٍ بإذن الله

E-MAIL :ahmed4570@hotmail.com