حديث اليوم ليس عن مقابر الفلسطينيين الذين يقتلهم اليهود يومياً ، أطفالاً وشيوخاً بأقسى الآلات الحربية وهم يبتسمون وإخوانهم يتفرجون .
بل الحديث عن بقعة في الخرطوم وبالتحديد على شارع الحرية في المنطقة الصناعية عُرفت بمقابر اليهود ومساحتها لا تتجاوز 600 متر مربع فيها عدد من القبور كُتب على بعضها- في ألواح من الرخام - اسم وتاريخ المتوفى وتواريخها يين 1935 – 1945 م منهم من عمّر 70 عاماً ومنهم من مات مأسوفاً على شبابه كما كتب على احدها .
إذا حاولت زيارة هذه المقبرة قاصداً أو عابرا لن تستطيع إلا إذا قفلت انفك وحبست أنفاسك لأن بعض الناس اتخذوها مكاناً لقضاء حوائجهم . وهي الآن متسخة جداً ولم تطلها يد من زمن .
كثير من المقابر حولت من مكانها بعد فتوى شرعية مثل المقابر التي قامت عليها داخليات كلية الطب في سبعينات القرن الماضي واستفاد الناس من مكانها ولم يخسر الموتى شيئاً فكل يأتي يوم القيامة ليلقى ما قدم من عمل محضرا ولا يهم من أي قبر بُعث .
نستفهم هل بالسودان جالية يهودية - صريحة أو مستترة - لماذا لا تقوم بعمل شي لهذه المقبرة ؟
أليس لهذه المقابر علاقة بالحرب العالمية الثانية لماذا لا تنقل لمقابر الكومنولث commonwealth التي في شرق الخرطوم القديمة والتي سورت بسور يحسدهم عليه الأحياء؟
ألا يمكن أن تتخذ سلطات ولاية الخرطوم قراراً بعد عدة دراسات وفتاوى شرعية وتنقل هذا العدد القليل من القبور لمكان آخر وتستفد من هذا المكان. هل في ذلك انتهاك لحرمة إن أجاب أحدكم بنعم فليخبرني ماذا يُسمي قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وقلع أشجارهم وحصارهم .
هل بلغ بنا الخوف من ظلم اليهود السكوت حتى على مقابرهم ولا نستطيع مد يدنا لها بخير.
أخيرا يا مؤسسة حسن الخاتمة هل في أجندتك الرائعة وعملك المتوجه به إلى الله الذي رأيناه في أعمالك الجليلة للكثير من مقابر المسلمين أسال هل في أجندتك مقابر غير المسلمين ؟ إن كان فيها فعليكم بمقابر اليهود.
هذا إذا فقدنا الأمل في يهود سودانيين صريحين أو مستترين تحت مسميات أخرى؟
مارس 2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق