الثلاثاء، 21 أبريل 2009

أين المواصفات من تجارة اللبن؟

مشهد أول
ياولد شيل الجك سيد اللبن واقف بره وحمارو أزعجنا
مشهد ثاني ( حمير وكواروا وبشر )
بوكسي اللبن جاء؟ لو جاء الحمير والكوارو دي واقفة لي شنو يعني
بالمناسبة التمنة بي كم ؟
أنا بشتري بالتمنة لكن ببيع بالرطل
برميل البلاستيك دا بشيل كم تمنة؟
ندخل
عندما حددت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس فترة زمنية لكيفية تعبئة الشاي لم يقبل الناس منها ذلك الأمر برضا وذلك لان التجار لا يريدون آن ينفقوا على جماليات التجارة التي ستقلل من ربحهم والمواطنون خشوا أن يترتب على التعبئة الجديدة زيادة في السعر . بعد انقضاء اجل الشاي المعبأ في أكياس البلاستيك التي يعبأ فيه العلف للحيوانات ظهر الشاي في عبوات بشكل راقي يتناسب والاستعمال الآدمي . وتفخر بتقديمه لغيرك . وتحمله جهارا نهارا كتحفة يمكن أن يضع مع أي منتج محلي أو مستورد.
نعم وضع سعر التغليف على الشاي ولكن لم يشعر بذلك المواطن لأنها زيادة طفيفة.
التطور سنة الحياة وهو قادم لا محالة ولكن إذا ما تُرك بدون رواد سيطول زمنه وقد يتعثر إذا ما تُرك لنظرية المحاولة والخطأ. لماذا لا تقوم كل جهة بما يليها بعد دراسة علمية يقوم عليها خبراء وذوي تجارب ؟
المطلوب من المواصفات دراسة أمر تجارة اللبن في بلادنا فهي تجارة متخلفة جداً تحلب البقرة (بالودك) ويجمع اللبن في آنية بلاستيكية كانت في يوم براميل كيماويات ، ويخلط لبن جميع أبقار المراح - بدون أي فحص - في هذه البراميل التي تحمل على بكاسي الله اعلم بالمكان الذي منه أتت. تلتقي هذه البكاسي في تجمعات ويكون في انتظارها عربات كارو تجرها حمير أو يحمل اللبن المعبأ في آنية حديدية على ظهر حمار ويتوسطها من على الحمار البائع وهو يحمل معيار يسميه الرطل يدخله ويده في الإناء الكبير وتخرج يده بيضاء.ويصب ما به في حلة مكشوفة أو جك بلاستيك واللبن في كل هذه الرحلة من إناء لإناء لا رقيب عليه الا رب العالمين.
وعلى صعيد آخر – كما يقول ناس الراديو – البوكس يقف أمام الكنتين أو البقالة وهناك حلة كبيرة تحتها نار يضع اللبن في الحلة الكبيرة وقبل أن يسخن تكون هناك زجاجات المياه الغازية التي غسلت كيفما يتفق وعلى عجل لتعبأ باللبن وتضع في الثلاجة وتباع للجمهور على طول.لم تمر على مشرف صحي ولم يقف عليها ضابط صحة.وكأننا في القرن الماضي.
إلى متى نظل بهذه البدائية ؟
الأمر يتعلق بصحة امة وتثقيفها صحياً؟
إلى متى لبننا من ضرع البقرة عبر كل هذه الآنية ثم إلى الفم بلا رقيب ولا حسيب؟
نريد علاجاً لا يضر بالمنتجين ولا المستهلكين،تجميع اللبن بطريقة علمية وفحصه وبسترته وتعبئته في عبوات تحفظه حفظاً يليق بالاستخدام الآدمي.
فهل في أجندة الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس تطوير تجارة اللبن؟
وأين جمعية حماية المستهلك من تجارة اللبن؟

ليست هناك تعليقات: