الثلاثاء، 21 أبريل 2009

رسالة إلى الإخوة المعلمين


هذه رسالة كتبتها لتقرأ لمدرسي إحدى المحليات كانوا في رحلة لكن الرسول الذي حملته هذه الأمانة اجتهد اجتهادا لا أرى له مبرر فقال في اجتهاده: ان هذا ليس مكان هذه الرسالة والمدرسون في رحلة.
ها أنا اخرج بها من ذلك النطاق الضيق الذي أردته لها إلى فضاء الصحافة. وأعيد نشر الرسالة هنا وأنا لست على علم بما يدور في كل السودان وأتمنى أن لا تكون هذه الظاهرة منتشرة في كثير من رقاع السودان ولكن فليأخذها الأصحاء من باب معرفة الداء كأنفلونزا الطيور.
الى الرسالة :-
(( إخوتي المعلمين ، أيها السادة المربين ، يا أصحاب الرسالة النبيلة
السلام عليكم ورحمة الله
لا استطيع تصنيف نفسي بينكم ولكني منكم وقفت أمام السبورة أم لم أقف.
هذه المهنة مهنة حساسة جدا والذين أمامكم ليسوا أطفالا إلى الأبد وانتم في هذا العمر تتذكرون كثير مما قاله لكم وفعله معكم أساتذتكم. طلابكم أو تلاميذكم سيكبرون بإذن الله، ويتذكرون كل ما فعلتم وقلتم لهم. لا تنسوا أنكم تنقشون على حجارة.
إخوتي
كنا أكثر الشعوب أمانة في كل شيء وبدأنا ننحدر، لماذا لابد أن هناك خلالا في التربية لازم حياتنا. ومن المربون غيركم ؟ نعم يشارككم التربية البيت والمجتمع.
التلميذ الصغير الذي تعلمه لا ينسى أبدا أخطاء معلمه ويضعها في مقدمة ما حفظ من الأشياء الجميلة.
الذي أريد أن أصل إليه أن تنافسا غير شريف بدأ يدخل الى العملية التعليمية وهو التفاخر بنسبة النجاح مما جعل البعض يتهاون في الامتحانات حتى تظهر مدرسته أو فصله أو مادته بنسبة عالية بل كثيرون يريدون أن يصلوا بحق أو باطل 100 % وذلك لإرضاء الرؤساء والمسئولين مما جعل نسب النجاح عالية لدرجة خرافية مخالفة للواقع . مما جعل كثير من أولياء الأمور يفاجأ بنتيجة ابنه. بل الأبناء أنفسهم يكتمون همسا يريدون البوح به ولكنهم يؤجلونه ليوم آخر.إن التلميذ الذي تهاونت معه في الامتحان سيكون هو أول المستهجنين لمسلكك ولن تنال منه احتراما إلى الأبد.

أرجو ان تظهر النتائج الحقيقية ونصلح الاعوجاج سنة بسنة وبهدوء أما أن نكيل على الاعوجاج اعوجاجا آخر ففي ذلك دمار الأمة .
قليل من ضوابط الاختبارات يعيد الأمر إلى نصابه ،هذا إن صدقت النوايا وأردنا الإصلاح، أما إذا ما استكبرتم وقلتم ليس في هذا قول صحيح وكله مجاف للحقيقة ومحض افتراء أكون برأت نفسي أمام الله وأمام الناس، وعندها سنقول حسبنا الله ونعم الوكيل.))
رسالتك وصلت:
1 – الأستاذ كمال محمد دقيل فريد : شكرا لرسالتك وأم درمان في حدقات عيوننا كأكبر متحف.
2 – المهندس جمال عثمان الحسن: شكراً لثقتك في عمودنا رغم ظهوره يومين في الأسبوع فقط .حي ابوروف كما كتبت يعيش مأساة نعد بزيارته.

ديسمبر 2005 م

ليست هناك تعليقات: