الأربعاء، 22 أبريل 2009

قانون مشروع الجزيرة - التنفيذ

مدني عاصمة ولايتنا ولكننا كالأتراك أرضنا في قارة وقلوبنا في قارة أخرى. ارتباطنا بالخرطوم لقربها المكاني لا يقارن بارتباطنا بمدني وعندما تستدعي الظروف نعد لمدني عدة السفر من وداع للعيال وإعداد الراحلة.
دُعيت لورشة عمل قامت في يومي 17-18/1/2006 م بقصر الضيافة بمدني بعنوان (توحيد الرؤى حول تنفيذ قانون مشروع الجزيرة) وما كان عليّ إلا أن ألبي لكبر اهتمامي بمشروع الجزيرة – رغم الإحباط المتكرر من تكرار فشل اختيار ممثلين حقيقيين للمزارعين لسوء الممارسة السياسية في بلادنا منذ زمن طويل.
في قصر الضيافة وجدت عدد كبيرا من العلماء والإداريين وقادة المزارعين ( بنوعيهم الصالح والطالح) بدأت الجلسة الأولى - كالعادة - بكلمات الرسميين وآخرهم والي ولاية الجزيرة . الجلسة الثانية لأوراق العمل.
احسب أن طموحاتي كبيرة وخيالي واسع لم يُشبع المتحدثون طموحاتي إذ انصب جل حديثهم على هذا الواقع المقرف لمشروع الجزيرة صراحة كنت امني النفس بان اسمع على الأقل من العلماء حديثا يطمئن على أن ثورة ستحدث تقلب هذا المشروع رأسا على عقب طموحاتي فوق القطن والمفتش وحقوق العاملين الموروثة يتحدث مهندسو الري عن هذه البنى التحتية والمحافظة عليها وبكل قدسية وأي مساس بها هو الكارثة كان ليس في كل هذا العالم طريقة ري غير هذه التي تأخذ الترع ومصارف المياه 30 % من ارض المشروع ، ويتحدث الزراعيون عن المفتش والمشرف والقطن وحليج القطن كان ليس هناك نبات غير القطن الذي زرعه الانجليز لمصانعهم ، ويتحدث كمال النقر عن حقوق العاملين وكأن الله أنزل آية في القرآن أن رزق العاملين في مشروع الجزيرة ليس عليه.
بعد أن كرر كثير من الأخوان السؤال لماذا لم تشارك بالحديث قلت لهم هؤلاء القوم أمامهم بامية مختلفون هل يطبخوها بالزيت والصلصة أم يجعلوها مفروكة . وأنا ما عايز البامية نفسها.
ولكن
من يصدق أن شركة كنانة للسكر أصبحت تمارس صناعة الألبان وتربي الماشية وتعبر منتجاتها كل مشروع الجزيرة وتُسوق في الخرطوم حليبها ومشتقاته؟ من أحق بهذا التطور مشروع الجزيرة الذي لا يبعد شماله عن الخرطوم غير 40 كيلومتر أم كنانة التي تبعد عنه 400 كلم ؟
كنت أتمنى أن اسمع من العلماء دراسات جديدة حول تقسيم المشروع – حسب مناخه – وصلاحية تربته وتوفر مائه إن جزءً من هذا المشروع سيكون للمحاصيل البستانية وآخر للحليب وآخر للحوم وشركات مصنعه وأخرى للتسويق الحديث المدروس كنت أتمنى أن اسمع كيف ستكون العلاقة بين المزارعين والشركات المستثمرة على أرضهم. كنت أمني النفس بان اسمع عن المخازن المبردة وخارطة العالم البارد واحتياجاته في الشتاء.
كل ذلك لم يحدث غير أن إشارة واحدة في حديث الأخ الوالي أراحتني بان هناك دراسات تقوم بها الهيئة العربية للاستثمار الزراعي . وقبل أن تصل نتائج الدراسة نقول للقائمين على تنفيذ القانون لا تشركوا ذوي الخبرات السابقة في مشروع الجزيرة - مع احترامي لهم - فهم مدمنوا قطن وفول وذرة إلا إذا شفوا من هذا الإدمان. ولا المدمنين من مهندسي الري لأب عشرين وأب ستة والميجر - إلا إذا شفوا - نريد تقانات ري لا نرى فيها ماء مهدر ولا ماء تعلوه الطحالب نريد ماء عبر أنابيب ويتدفق بحاسبات وعدادات.
من طريف خطاب الوالي أنه ضرب مثلاً بجكسا ولحسن الحظ جكسا وقاقرين فقط هم الذين اعرفهم لذلك ضحكت مع الضاحكين. وإلا لاحتجت لفهامة.
ولكن بقي السؤال متى يتكون مجلس الإدارة؟ وما سبب تأخيره؟ وهل للتأخير علاقة بمؤتمر القمة؟
نواصل بإذن الله
يناير 2006 م

ليست هناك تعليقات: