الثلاثاء، 21 أبريل 2009

200 بئر بولاية الجزيرة

مقتل عشرين عراقيا ، مقتل ناشط فلسطيني بصاروخ إسرائيلي ، رايس تحذر سوريا، بوش يحذر ايران.
الدولة رقم 144 في قائمة الفساد، محادثات ابوجا تتعثر، أمريكا تعد قانون لعقوبات السودان،حرمان السودان من حقه في النفط ،المزارعون محبطون، الميرغني سيعود قريباً.
من هذا الغم الذي سيطر على حياتنا وبتكرار ممل نريد أن نسمعك شيئاً يفرح له حتى العدو وان لم تفرح له فأنت غير سوي.
ولاية الجزيرة ، هذه الولاية تعيش على بنيات الخمسينات التي شيدت فيها بمال الخدمات الاجتماعية المستقطعة من القطن يوم كان القطن ذهبا ابيض يقوم عليه من يعرف قدره والخدمات الاجتماعية كان يستقطع لها 2 % من عائد القطن بهذا المال حُفرت الآبار التي صار عمرها الآن بعمر الاستقلال ( بالله في داعي للمقارنة بالاستقلال) ومدارس الآن صارت كالخرابات وشفخانات ونقاط غيار عفا عليها الزمن ولكن الذي يريد إعادة عاجلة هي الآبار وصهاريجها ومن الماء خلق الله كل شي حي.
كل هذه المقدمة لأني علمت من وزير التخطيط العمراني – حفظه الله – انه اعد العدة لحفر 200 بئر في سنة 2006 بولاية الجزيرة ( بالله في خبر اسعد من كده؟ ) ووصلت كل مواسيرها. والماكينات وباقي المستلزمات من طلمبات و صهاريج في الطريق.
هذا الماء هو الحياة وبغيره يشقى الناس أيما شقاء. هل رأيت طفلا يقضي جل يومه على ظهر حمارة كحيانة ليحضر لأهله جركانة ماء ؟ هل رأيت رجلاً يحمل بطنه أمامه وكأنه امرأة في شهرها التاسع وذلك من مضاعفات البلهارسيا؟ هل قدم لك ماء وشككت في هل هو عصير انناس أم ماء وقربته لفمك وفاحت منه رائحة منعتك من شربه؟ يا ناس أم درمان بتعرفوا الدغلوب؟
نسال الله أن يغيض لكل ولاية وزير بهذه الهمة وهذا القدر من الأخلاق وحب العمل في ما ينفع الناس. التقيت هذا المهندس عباس الطيب وزير التخطيط العمراني مرات قليلة جداً ولكن في كل مرة كنت أحس باني أمام رجل اقل ما فيه من ميزات انه ليس سياسي أبدا لا يبيع الناس كلاما ، ولكنه يعطيهم عملاً ومن أمثلة ذلك- الذي اعرفه أنا- وهو قطعا ليس إلا قليل . أن المنطقة المحاذية للنيل الأزرق في شمال الجزيرة كانت كل التقارير التي في الوزارة أن ليس في جوفها ماء. ولكن همة الوزير أخرجت من باطنها ماء وحفر بئر لكل قرية من هذه القرى أم مغد ، التكينة ، المسيد ، ألتي ، البشاقرة. وكان الماء في هذه المنطقة حلماً. وشي آخر قرية المسيد هددها الهدام وهو زحف النيل على بيوتها بجرف التربة وكاد مسجد ود عيسى ان يجرفه النيل وإذا بمشروع لبناء الضفة وتثبيتها كلف مبلغا ليس بالقليل وقف عليه الوالي والوزير وجاءا بأشياء من ايطاليا لهذا الغرض وتنفس أهل المسيد الصعداء ونظروا للنيل نظرة مودة بعد طول عداء.
وأهل المناقل يحفظون له عدة جمائل .
بالله في انجاز في صمت اكثر من إنارة مئات القرى بالكهرباء في سنة واحدة. لو التفتت هذه الحكومة الى مثل هذه الخدمات لما أنفقت مئات الملايين في مؤتمرات الترضيات والإزعاج.
كل خوفي أن نفقد هذا الوزير في الحكومة القادمة ترضية لحزب أو جهة. ولكن من كان هذا عمله فالله ناصره.يا رب أكرم الجزيرة بهذا الفارس.يا والي الجزيرة سعادة الفريق عبد الرحمن دع عباس يكمل مشواره واتخذه ساعداً أيمنا واحمد الله عليه.
ديسمبر 2005 م

ليست هناك تعليقات: