السائق:يا ولد جيب حبل أربطة في الزاوية.
المساعد:ليه يا معلم وياتو زاوية؟
السائق:انت أول مرة تشتغل في لوري ولا شنو؟
المساعد: اشتغلت كتير بس محلي.
السائق:الكجر ديل بقولوا لازم تربطوا الحزام ونحنا ما عندنا حزام علشان ما ندفع غرامة نربط الحبل.
القوانين تصاغ بعناء شديد ويقوم على صياغتها مختصين وتمر بعدة مراحل حتى تجاز وتصبح قانوناً. اللوائح المخصصة لوحدات معينة أيضاً يجلس لها متخصصون وتراجع إلى أن يوقع عليها كبير الدائرة المخول له القانون بوضعها. وقلما نجد خطأً في قانون أو لائحة ولكن التطبيق دائماً هو المحك.
موضوع اليوم هو حزام الأمان.
هذا الحزام مفيد جداً للسائقين وأنقذ أرواحاً كثيرة وظيفته حفظ الجسد المندفع إلى الأمام ومصمم بطريقة هندسية معينة إذا حاولت سحبه بهدوء مر معك وكأنك تخرج سيفاً من غمده أما إذا جذبته بشدة فلا يتحرك وتقوم مانعة ( سقاطة) بتوقيفه في حالة الجذب السريع وهذا ما يفعله الجسم كردة فعل للوقوف الفجائي.
هذا الحزام دخل إلى صناعة السيارات في منتصف الثمانينات.والى وقت قريب هو اختياري وتحدده بعض الدول المستوردة للسيارات حفاظاً على سلامة أرواح مواطنيها.لا أدري هل هيئة المواصفات والمقاييس وضعته من مواصفات السيارات السودانية أم أصبح إجباريا وكذا الوسائد الهوائية.
يعني كل سيارة صنعت قبل الثمانينات من القرن الماضي ليس فيها حزام أمان وحقيقة هي ليست محتاجة إليه إذ أن سرعتها بطيئة بالله. ماذا يفعل سائق فيات سرعته 40 كلم/الساعة بحزام الأمان؟ مجرد رفع رجله من الابنص سيقف الفيات واصلو متحير وعايز يقيف. اللواري المشهورة في السودان بدفورد واوستن تصنع صناديقها هنا ولا مجال لحزام أمان ولا زجاج جنبات وبرضو شرطة المرور( على الطرق السريعة مجازاً) عايزة السائق يكون رابط حزام أمان أو الغرامة مما يعني أن سبباً للغرمة صار الأصل وليس السلامة.هنا يلجأ السائق لربط حبل يوهم الشرطة بأنه حزام ويحميه من غرامة الحزام.وهذا الحبل هو مشنقة حقيقية عند الحوادث لا سمح الله.
بالله انظر كيف صيغت اللائحة لسلامة المواطن وكيف تحولت إلى أداة جباية ووسيلة قاتلة للمواطن.
لا أملك أي إحصاء ولكن لم اسمع بسائق لوري توفي لأنه كان مسرعاً ولسبب عدم ربطه الحزام توفي. سرعة هذه المركبات القديمة لا تحيجها لحزام. أبحثوا عن (الهمر) وما شابهها وقد بدأت تحوم في الخرطوم.ولن يوقفها أحد ولن يعرف أحد إن كان سائقها يربط حزاماً من حرير أو كتان.فهي مظللة والشرطة لا توقف هيك سيارات. القانون واللوائح على الضعفاء من سائقي اللواري والفيات.كادوات لزيادة النسبة المئوية.والله المستعان.
1/6/2007 م
هناك تعليق واحد:
شرطة المرور لا تشنق أحداً ولكن السائقين يشنقون أنفسهم... فالحزام المعني مصمم بطريقة علمية والحبل المربوط في الحافلات واللواري يشنق ويقتل ويكسر الضلع والقفص الصدري وحزام الأمان المقصود موجود في السوق ويمكن تركيبه في أي مركبة ويعمل بكفاءة عالية ومش لو كان لوري بل لو ركب في أي كربة بيشتغل ... يعني ما شرطة المرور البتشنق السواقين بل السائقين ينتحرون شنقاً عشان يوفر حق الحزام
إرسال تعليق