الأحد، 7 فبراير 2016

الاتحاد الدولي للزكاة

 23-01-2016
كتبت في الثالث من أكتوبر 2007 مقالاً بعنوان (المعهد العالي لعلوم الزكاة... لماذا؟) يمكن الرجوع إليه في الإنترنت على مدونتي istifhamat.blogspot.com استفهمت فيه عدة استفهامات. قد أكون وجدت إجابة واحد منها اليوم
كل المسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وتقريباً كل المسلمين يصلون ويصومون والحج فيه متسع تحت لافتة من استطاع إليه سبيلا. ما الذي بقي من أركان الإسلام؟ كلكم أجاب الزكاة.
وهنا المحك. فهذه الشعيرة نسيها أو تناساها كثيرون إلا من رحم ربي وبمجهوده الخاص وبعضهم بقليل فقه يؤدون هذا الركن. لذا وجب أن يقوم عليه متخصصون وفقهاء وأهل تجربة بتعظيم هذه الشعيرة.
السودان رغم ما به من جراح إلا أنه رائد في كثير من المجالات وخصوصاً في العمق الأفريقي، وما تجربة جامعة أفريقيا العالمية إلا مثالاً يحتذى. ويريد القائمون على أمر الزكاة في بلادنا أن ينشروا تجربة ديوان الزكاة في أفريقيا والعالم أجمع.
يوم الإثنين القادم سيكون يوماً تاريخياً حيث ينعقد فيه الاجتماع التأسيسي للاتحاد الدولي لتعظيم شعيرة الزكاة. قدم ديوان الزكاة الدعوة لعدد من المؤسسات المشابهة والأفراد واستجابت للدعوة عدة منظمات شبيهة وأفراد. عدد المتوقع مشاركتهم 44 جهة وفرداً معظمهم من إفريقيا وشخص واحد من السعودية وغياب تام لدول الخليج وحضور كثيف من نيجيريا ومن شرق آسيا تحضر إندونيسيا . اللافت للنظر غياب تام من مصر لماذا لا أدري؟ وجنوب السودان حاضر بإذن الله.
سيناقش الاجتماع الأول مبادرة ديوان الزكاة لتأسيس الاتحاد الدولي لتعظيم شعيرة الزكاة واللوائح المنظمة له واتفاقية دولة المقر واختيار مجلس الإدارة وأشياء أخرى تعود خيراً ونفعاً بإذن الله وتجعل فقه هذه الشعيرة مواكباً وطريقة صرفها وحل لكل مستجد.
وجاءت لكن
لكن. من السهل عقد المؤتمرات ومن السهل طق الحنك ومن السهل كتابة التوصيات "قبل المؤتمر أو بعده أو منه" وأسهل من كل ذلك استقبال الضيوف في صالة كبار الزوار ووداعهم.
ولكن التطبيق على أرض الواقع وتمليك كل ذلك للعاملين عليها هو المحك. الرفوف والدواليب مليئة بنتائج المؤتمرات ولكن قليل منها ما مشى على رجلين أو زحف على بطنه تطبيقاً.
أتمنى من قلبي أن يصبح هذا الاتحاد العالمي للزكاة أكثر شهرة من الاتحاد العالمي لكرة القدم. وأن تكون تجربة ديوان الزكاة نبراساً تهتدي به كثير من الدول والمنظمات والمؤسسات الشبيهة بالديوان.
ما بذله هذا الديوان في تعظيم شعيرة الزكاة لا ينكره إلا مكابر (طبعاً نقدنا له في جزئيات هذا ليس يومه معانا ضيوف مش كده؟).
اللهم نسألك توفيقاً للمجتمعين وخيراً كثيرًا يجعل الزكاة على أرض الواقع حتى لا يبقى في المسلمين فقير ونجعل العالم يحتقر اقتصاده هذا الذي لا رحمة فيه.

ليست هناك تعليقات: