الأحد، 7 فبراير 2016

آه من مدارس ولاية الجزيرة

 03-02-2016
حمل الواتساب قبل أيام صورتين لمدرستين في دارفور مدرسة أبهة وعظمة سنة 1965 وأخرى من القش كتب عليها 2015. لا علاقة بين المباني البتة ولكن ما لم تقله الصورة إن تلك المدرسة كانت الوحيدة في كل إقليم دارفور وهذه واحدة من آلاف المدارس في هذا الإقليم الآن. لا يعني هذا رضانا عن المدرسة ذات الحصير في القرن الواحد والعشرين. ولا عذر للحكومة ولا الحركات المسلحة التي كانت سبباً رئيساً في عدم النماء.
في جلسة تفاكرية مع مدير عام وزارة التربية بولاية الجزيرة الدكتور بدر الدين عبد الصادق بمكتبه، بخصوص التدريب (وفي ظني هو الحلقة الأضعف) تشعب الحديث وما أكثر تشعب الحديث عندما يكون عن التربية وبين تربويين. دلف د. بدر الدين على واقع البنيات التحتية وطلب من مدير مكتبه عرض صور لبعض مدارس مدني.
سيأتي يوم تكون فيه الصحف إلكترونية وعندها سيحوي العمود الصحفي صورًا يتصفحها القارئ، ولو جاء ذلك اليوم الآن لأرفقت لكم صور مدارس مدني. وإلى أن يأتي ذلك اليوم تخيلوا معي فصولاً مشققة وأخرى بلا سقف وبعضها بلا شبابيك
صراحة صدمتني الصور وسألت مستغرباً أهذا في عاصمة الولاية؟ وكيف الأطراف يا ربي؟ وكيف المحليات وكيف أطراف المحليات. في تلك اللحظة تذكرت معتمد الكاملين الأسبق الأستاذ يوسف الزبير الذي جعل المدارس همه وكان يعمل بنظام سماه الوثبات بدأه في محلية سابقة هي أم القرى وطوره في محلية الكاملين في كل وثبة ينشئ أو يصين عددًا من المدارس بمليارات الجنيهات بلغت وثبات يوسف إحدى عشرة وثبة لذا ما كنا نظن أن هنالك مدارس (شينة) قياساً على واقع الكاملين لكن مدارس مدني صدمتني.
إذا أرادت ولاية الجزيرة وهذه أمنيتنا، بنية تحتية لها أثرها فهي الإنسان. المواطن المتعلم تعليماً جيداً في بيئة تعليمية ممتازة مدرسها مدرب ومبانيها جميلة تفتح النفس وتساعد على التحصيل ومن ثم الإبداع، الإنسان هو ركيزة ولبنة مجتمع معافى.
كما في كردفان التي قاد قائدها أحمد هارون نفرة كردفان وشهد له الكثيرون بنجاح نفرته التي توجت بنجمة الإنجاز ويستحقها فشهد له مواطنه قبل الرئاسة ودفع بسخاء وأي إنسان يضمن مصير تبرعه ويثق في قائده سيدفع بسخاء.
لابد من نفرة ولاية الجزيرة وأن تكون للتعليم فقط، جهد شعبي وصندوق ذو هدف واحد ووحيد والحمد لله الثقة في الوالي متوفرة. فقط إعلام مدروس طرح مقنع، خطة محددة، بجدول زمني مقنع.
لا أريد أن أدخل في تفاصيل كيف ومتى تكون النفرة، فكثيرون ذوو تجارب ومعرفة أكثر مني والاقتداء بتجربة كردفان يجب أن يكون في الحسبان. والمطلوب يجب أن يتعب عليه المحضرون وأن يكون الهدف واضحاً وخصوصاً فيما يتعلق بالبنيات التحتية للمدارس وأن يُوضع حد أدنى لا تفتح المدرسة للعام القادم إلا به. وألا يكون هناك سقف للحد الأعلى مثلاً ربما ينقسم النفير الى عام وخاص كأن يجهز أحدهم مدرسته التي درس فيها ويصل بها إلى حد السبورة الذكية.
حي على نفير التعليم في الجزيرة.

ليست هناك تعليقات: