الغول والعنقاء والجيل الرابع

10-01-2016 admin

خدمة الصراف الآلي دخلت السودان بعد دول الخليج بعشر سنين حيث كانت في مطلع تسعينيات القرن الماضي وتاريخ هذه الخدمة هنا بعد سنة 2000م لست متأكدا بالضبط. أي تطور في السيارات يقابل من سماسرة سوق السيارات السوداني بالرفض ويعودون لذلك بعد عشرات السنين. لا زلت أذكر كيف رفض السوق سيارات الدفع الأمامي واعتبروها العيب الذي لا يدانيه عيب. والآن كل سيارات العالم تقريبا دفع أمامي أو رباعي. ورفضوا نظام السرعات الأوتوماتكي غاية الرفض والآن بعد عشرات السنين هذا السوق نفسه يقبل الأوتوماتيك ويزيد سعره وفي يوم كانوا يقولون: (والله السيارة نضيفة بس عيبها أنها أوتوماتيك). يا ربي هل تريد وزارة الاتصالات أو الهيئة العامة للاتصالات أن تتعامل مع تقانات الاتصالات وتطورها كما سماسرة سوق السيارات؟ وهل من مقارنة بين هذا وذاك؟ وإذا ما تأخر الجيل الرابع إلى أن دخل الجيل الخامس ماذا ستفعل هيئة الاتصالات ح تقول خليكم مع الجيل الثالث ونحن بإذن الله سننطلق من حيث انتهى الآخرون. لن استخدم مصطلح فقع المرارة فقد صار مملاً، ولكن هذه الوزيرة المحترمة بشهادة الكثيرين د. تهاني وزيرة الاتصالات النشطة (النشطة الوزيرة وليس الاتصالات) صرحت تصريحا نقلته الصحف يقول: إن خدمة الجيل الرابع ستنطلق خلال أيام. تعبير غير دقيق (خلال أيام) كمن يقول سأتيك بعد العصر وبعد العصر هذه تسمى في الرياضيات فترة مفتوحة تبدأ من العصر ولا تنتهي إلا يوم القيامة. تشبهها خلال أيام التي أدلت بها الوزيرة. كم عدد هذه الأيام؟ وما الذي منع الوزيرة من تحديد يوم قاطع لانطلاقة الجيل الرابع في الاتصالات. هل الارجاء هذا والتأخير في إطلاق خدمة 4G سببه سياسي أم اقتصادي أم مجاملة الكسالى (طبعا كسالى هذه اسم الدلع للفاشلين أو المفلسين). ومصلحة من مقدمة على من الدكتورة الوزيرة وزيرة لكل السودان ويجب أن تنظر للمصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة (المصلحة الخاصة التي أعنيها هنا مجاملة الشركات المتخلفة وليس مصلحة تخص الوزيرة). الاتصالات ليست كالسيارات كل يستخدمها لنفسه ويقبل بأدائها ولكن الاتصالات تربط مصالح الناس وهي مسؤولة التقدم الصناعي والتجاري وربما الزراعي، والحكومة الإلكترونية التي (تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا مرّ السّحابة ِ، لا ريثٌ ولا عجلُ). عماد الحكومة الإلكترونية الاتصالات السريعة المتطورة. أختي الوزيرة لم يشبعنا تصريحك فهل حددتِ لنا اليوم والساعة والدقيقة والثانية التي تنطلق فيها خدمة الجيل الرابع 4G وليس ذلك عليك بعسير إذا ما فُك أسرك. أحفادي أبشروا لن يضرب لكم المثل في المستحيلات بالغول والعنقاء والخل الوفي، وإنما بخدمة الجيل الرابع الانترنت.