الأحد، 7 فبراير 2016

قدوة حسنة

 15-01-2016
أريد أن أطلعكم على مثال من أعمال الخير بسيط ومفيد واذكره بدون أسماء أماكن ولا أشخاص. في بلدة من بلدات ولاية الجزيرة بلدة هذه تعني أكبر من القرية وأصغر من المدينة. في تلك البلدة رجل يفعل خيرا في صمت شديد وعلمت به من غيره ولما سرني ما يفعل أردت أن انشره عسى ان يكون قدوة لآخرين.
هذا الرجل يثق في إدارة الصيدلية ويعطيهم مبلغاً من المال بدأ بخمسمائة جنيه وقال كل من لا يستطيع شراء دواء أو نقص له من ثمن الدواء ادفعوا له من هذا المبلغ. ومتى ما خلص أخبروني وهو على هذه الحال وفي صمت شديد منذ عدة سنوات. أطال الله عمره وبارك فيه وتقبل منه.
ترى كم خمسمائة جنيه اشتريناها لساتك سيارات في هذه المدة وطرشقت. وخمسميات صاحبنا باقية عند الله يضاعفها له أضعافاً. ترى لو جُد مثل هذا في كل قرية !!!!
ثانياً: هل تحبون أبناءكم؟ معقول في إجابة غير نعم. أقروا معي هذا؟
تقول إحداهن: حينما أتكاسل عن أداء النوافل أتذكر أبنائي ومصائب الدنيا !! وأتأمل قوله تعالى : [ وكان أبوهما صالحا ] فأرحمهم وأجتهد» تفكير مُخلص . .
مشروعك الناجح هو (أولادك) ولنجاح هذا المشروع إتبع ما أخبرنا به الصحابي الجليل "عبد الله بن مسعود" عندما كان يصلي في الليل وابنه الصغير نائم فينظر إليه قائلاً: من أجلك يا بني ويتلو وهو يبكي قوله تعالى: (وكان أبوهما صالحاً).
نعم أن هذه هي الوصفة السحرية لصلاح أبنائنا فإذا كان الوالد قدوة وصالحاً وعلاقته بالله قوية حفظ الله له أبناءه بل وأبناء أبنائه، فهذه وصفة سحرية و(معادلة ربانية)
كما أنه في قصة سورة الكهف حفظ الله الكنز للولدين بصلاح والدهما (يقال إنه الجد السابع) ويحضرني في سياق هذا الحديث أني كنت مرة مع صديق عزيز عليَّ- ذي منصب رفيع بالكويت ويعمل في عدة لجان حكومية – ومع ذلك كان يقتطع من وقته يومياً ساعات للعمل الخيري فقلت له يوماً: "لماذا لا تركز نشاطك في عملك الحكومي وأنت ذو منصب رفيع؟!"
فنظر اليَّ وقال: "أريد أن أبوح لك بسر في نفسي, إن لديَّ أكثر من ستة أولاد وأكثرهم ذكور, وأخاف عليهم من الانحراف وأنا مقصر في تربيتهم ولكني رأيت من نعم الله عليّ أني كلما أعطيت ربي من وقتي أكثر كلما صلح أبنائي".
د/ نبيل العوضي
((اخترتها لك لأني أحب لك ما أحب لنفسي.. أسعدك الله في الدنيا والآخرة وجعلك ووالديك ومن تحب من عتقائه من النار)).

ليست هناك تعليقات: