الأحد، 7 فبراير 2016

(دلالة السيارات) فشل متكرر

 14-01-2016
كتبت في يناير 2013 عموداً عن معاناة حي جنوب السوق المركزي هذا جزء منه.( «سيدي محافظ الخرطوم نشكو لك وجود الظلط في حفرنا» محمد عبد الله الريح في سبعينيات القرن الماضي.
مثله اليوم سماسرة سوق السيارات جنوب السوق المركزي يرفعون شكواهم لوالي الخرطوم ومعتمد الخرطوم: سيدي المعتمد نشكو لك وجود عمارات ومساكن المواطنين حول سياراتنا والتي لها حرية الوقوف والتنقل وأفضلية كل ذلك ولو منعنا أصحاب المساكن من الخروج بعوائلهم أو بدونها فلا يحق لهم الخروج قبل أن نبيع آخر سيارة وعندها يمكنهم التنقل والخروج من بيوتهم عصرًا أو ليلاً. وقبل ذلك نشكو لك هؤلاء المواطنين فإنهم لا يفتحون بيوتهم لنتبول فيها مما يضطرنا أن نتبول حول أسوارهم وربما نفعل أكثر من ذلك، كما أنهم لا يساعدوننا بتقديم الشاي والقهوة مما اضطرنا لنأتي ببائعات الشاي ليقدمن لنا أكثر من خدمة علاوة على بيع الشاي والزنجبيل يطردن عنا السأم والملل عند كساد الأسواق وقلة المشترين هذه مجمل شكوانا لك. سيدي إما أن تهدم هذه المساكن لتخلو لنا ساحات مريحة لبيع السيارات فيما يُعرف بدلالة السوق المركزي أو تجد لهم مكانًا آخر.
وبما أنه وضع عجيب وغير منطقي كان لابد للسلطات أن تجد له علاجاً. تفتكروا بحثوا الأمر بعلمية ومتخصصين ومستشارين ودراسة ما تخرش منها المية. طبعا لا .جاء على رأس أحدهم أعملوا الدلالة في سوبا بس كده والله اعلم.
وبدأ العمل في دلالة السيارات بسوبا (طبعا كلمة دلالة هنا تعني سوق بيع السيارات) والدلالات أمات جرس ذاك فيلم آخر وله يوم آخر. بدأ تشييد الدلالة مسارات واشكال هندسية وافتراضات، وانتهى العمل بالدلالة وجاء يوم رحيل هذه الدلالة من جنوب السوق المركزي إلى سوبا تفاجأ تجار السيارات أن لا مكان لمكاتب ولا كهرباء فقط جهزوا لهم حاويات من الحديد كمكاتب ليديروا منها تجارتهم بدون تكييف ولا مراوح ولا أي شيء لم تنجح الدلالة وفروا راجعين من حيث أتوا .ولا ادري هل جرت أي محاسبة لهذه التجربة الفاشلة أم لا؟
ما الحل؟ نط أحدهم وقال: وجدت لكم مكانا مناسبا للدلالة .أها نوديهم وين؟ غرب الأزهري عند سوق الفحم والبراميل توجد مساحة من ابدع ما يكون لتصلح دلالة سيارات وطلع القرار وكلفت المحلية نفسها بكتابة لافتة (دلالة السيارات) وبس.
وبالقوة الجبرية رحلت الدلالة بقوة الشرطة إلى هناك يوم يومين وجدوا أن المحلية نسيت أن توزع لهم كمامات أو قطن يضعونه في أنوفهم لأن المكان مجاور للنهر الأخضر نهر الصرف الصحي المكشوف. ولا ماء إلا ما الصرف الصحي ولا كهرباء بس بالقوة عايزين دلالة هنا.
بعد أيام قليلة كانت تتجاذب تجار السيارات قوتان قوة الصرف الصحي وفوة الشرطة وكان الصرف الصحي اقوى من الشرطة ورجعوا من حيث أتوا.
بلد ما قادرة تخطط لدلالة سيارات، بالله كيف تحكمون؟!.

ليست هناك تعليقات: