الأحد، 7 فبراير 2016

دولة الخرطوم!

 31-01-2016
(وأعربت الرياض عن أسفها لما يجري في السودان) كثيراً ما نسمع في نشرات الأخبار ذكر العاصمة تدليلاً على البلاد كلها واحتجت انقرا لدى الاتحاد الأوربي، مثلاً.
غير أن الذي يجري في بلادنا مختلف جداً فالخرطوم هي السودان وكما عنون ود المكي قصيدته ومن ثم ديوانه (يختبئ البستان في الوردة) حيث يختبئ الكل في الجزء عكساً للمألوف ها هم ساسة بلادي يختصرون السودان في الخرطوم (أعانها الله).
كل أمر حميد أو قبيح (كارتفاع أسعار الغاز مثلاً) لا يحسب إلا حساب الخرطوم وباقي البلاد في ستين داهية. بلغ الأمر أن تستدل بعض المؤسسات أن تضع جدولاً ليس نسبة كل ولاية بل جعلته من حقلين الخرطوم والولايات. كل الولايات في كفة والخرطوم في كفة.
ليس هذا فحسب الذي جلس أو اللذين جلسا أو البعض الذي جلس لتسعيرة الغاز (حسابياً يمكن يكون الذين جلسوا 1،2، أو بعض وهو عدد من 3 ،9). لم يتعبوا أنفسهم بوضع قائمة أسعار لكل الولايات كما هو معمول به في كل المشتقات النفطية سعر البنزين يختلف بقربه وبعده عن الخرطوم لماذا لا يسعر الذين جلسوا لتسعيرة الغاز واكتفوا بالخرطوم فقط (مستعجلين أوي سلق بيض يعني). أم لسان حالهم هي الأقاليم القاعد يديها غاز منو؟ حتى كبيرهم لم تكن له معلومة أسعار الغاز في الأقاليم في نفس يوم الخبر حيث كان ضيفاً على برنامج (حتى تكتمل الصورة بقناة النيل الأزرق).
نواب الأقاليم الأفاضل لماذا أنتم جالسون في برلمان الخرطوم هذا؟ وهل اكتفيتم بالغنائم والغرف الباردة ونسيتم من فوضوكم (هنا خلاف فيمن فوضهم الشعب أم الحزب الحاكم).
ما سمعت بشيء بدأ بالأقاليم ومن الأطراف البعيدة واتجه لتكون الخرطوم آخر محطاته إلا محاولة شركة سوداني في الموبايل حيث ذكرت أنها بدأت من الأطراف واتجهت نحو الخرطوم طبعاً بعد ما أكملت تغطية، لا نقول كل السودان، ولكن ما استطاعت تغطيته وما يأتيها بالفائدة بعد ذلك لبدت في الخرطوم.
دعونا نسأل الذين رفعوا أسعار الغاز وضاعفوها ثلاثة اضعاف في الخرطوم وها وقد مضى أسبوع تقريباً ولم يسعر غاز الأقاليم في كم من المشاكل تسببوا؟
لقد أربكوا كل مستويات الحكم الولائي والمحلي ووحدات إدارة النفط بالولايات آخر من يتصرف في أمر لا يملكه. والمعلوم أن الأمر ترك لشركات الغاز لتجتمع وتحدد تكلفة الترحيل لكل ولاية وأحياناً لكل مستودع بالولايات.
وما استحى منه وزير المالية ولم يقله في يوم رفع أسعار الغاز أن ترحيل الغاز للأقاليم كان مدعوماً وهذا أيضاً أخطرت الشركات تحت تحت برفع الدعم عنه. يعني سترتفع أسعار الغاز في الأقاليم ارتفاعاً يصعب على كثير من المواطنين (ركزوا معي على كلمة (كثير) هي الحكومة ما عارفه عدد الفقراء كما أعرفهم أنا؟).
آه الله يطولك يا روح.

ليست هناك تعليقات: