14-02-2016
|
بمناسبة اليوم العالمي للراديو الذي مر بالأمس دعونا نستريح مع ذكريات الراديو. ونحن صغار في خمسينات القرن الماضي كان الراديو قليل الانتشار لأسباب أولها سعره إذ لا يستطيع شراءه عامة الناس فهو عند بعض أغنياء القرية. والى شباب هذا الزمان الذين لا يمكن أن يتخيلوا كيف يتحلق عشرات الناس ليسمعوا الراديو. وهو جهاز غير بسيط إذ يتكون من جهاز الراديو والذي كان شائعا في ذلك الزمان يسميه العامة راديو الحلَّة وهو في شكل الحلَّة عرفنا لاحقا أنه صنع شركة bye وشعار هذه الشركة وشركة فيليبس كانا متجاورين لوقت قريب (مش قريب خالص ربما عشر أو عشرتين من السنين) فوق بناية بالقرب عمارة ابنعوف سليمان بالسوق العربي. ويوصل الجهاز بهوائي مرتفع فوق المنازل على ساريتين والأسلاك تعمل شكل H ليس هذا فحسب وتمده بالطاقة بطارية ثقيلة الوزن عرفنا لاحقاً أنها 90 فولت. لا أدري كم سعر تلك البطارية ولا كم عمرها ولكن عندما ينقضي أجلها نقوم (بفرتقتها) والعبث بمكوناتها التي على شكل مستطيلات كربون سوداء وبعض من أسطوانات. طبعاً عرفنا لاحقا أن ذلك الجهاز يعمل بالأنابيب المفرغة جيل ما قبل الترانستور والتي كانت تستهلك طاقة عالية. مطلع الستينات ظهر الراديو الترانستور ومقارنة براديو الحلَّة كان قفزة تكنولوجية هائلة حيث أنه يعمل بالبطاريات الجافة (حجار البطارية) وكان سعره غالياً ولكن ليس الى حد الراديو القديم. خفة وزنه وسهولة حركته وتوفر (حجارة البطارية) أكبر ميزاته. كان راديو الفيلبس ترانزستور سعره 18 جنيهاً. حتى ذلك الزمان لم تدخل اليابان على الخط لتفعل ما تفعله الصين هذه الأيام صناعة رخيصة الثمن وخفيفة الوزن. أذكر أول راديو دخل بيتنا وبإصرار مني على الوالد رحمة الله عليه كان راديو ناشونال National موجة واحدة أخضر اللون يعمل بأربعة حجار وغطاؤه الخلفي خشبي. له مفتاحان فقط واحد للصوت وآخر لاختيار الإذاعات وما أقلها في ذلك الزمان والذي يظفر بالبي بي سي فقد فاز وتحتاج معالجات خاصة واتجاه خاص للراديو. كانت الموجات متوسطة وقصيرة وطويلة وهذه الأيام FM (frequency modulator) وتعددت تكنولوجيا الراديو ولكن الإقبال عليه ليس كما في سابق العهد ولكنه موجود ومصرّ على مقاومة كل المستحدثات. صراحة أنا شخصيا لا أسمع الراديو إلا في السيارة إذ لا مكان له في الدار ولا وقت وأبنائي لا يعرفون الإذاعات وإذا ما اضطررنا الى الإذاعة في المنزل فإنها متوفرة عبر الرسيفر إذ يضم زيادة على القنوات الفضائية عدداً ليس بالقليل من الإذاعات التي أرسلت موجاتها للأقمار الاصطناعية. ترون كل الموضوع في اليوم العالمي للراديو كان عن hardware ولم نتطرق لما يقدم في الراديو فتلك سياحة تحتاج ذاكرة قوية تحدث عن أسماء وبرامج منها ما حفر بالذاكرة ومنها ما ذهب. ولكن الفضل بعد الله لإذاعة أم درمان في كثير من تعلمنا. |
الاثنين، 29 فبراير 2016
الراديو
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق