الأحد، 7 فبراير 2016

معرضهم ومعارضنا

 07-01-2016
في يوم المعلم التاسع بكلية التربية كنت مصراً جداً على زيارة معرض الفيزياء تحديداً وذلك لأقارن بين الأمس واليوم.إذ كانت جمعية الفيزياء التي تشرفت برئاستها عدة دورات في سبعينات القرن الماضي كانت تقيم عرضاً سينمائياً أسبوعياً فيلم علمي وفيلم ترفيهي في نادي كلية التربية. مصدر هذه الأفلام المركز الثقافي الأمريكي والبريطاني ويومها كان الليل طويلاً والوقت مباركاً ولا يوجد إلا تلفزيون أبيض وأسود يعمل حتى الحادية عشرة ويحيي المشاهدين بعلم السودان والسلام الجمهوري وبعدها ينهي بثه.
كما كانت جمعية الفيزياء تقيم معرضاً سنوياً يساعدها في ذلك المعمل الغني بالأجهزة والمعدات ومشرفها الأستاذ محمد حسن سنادة اليوم بروف سنادة حفظه الله، وفنيون بالمعمل في غاية الظرف والتجاوب لهم الشكر بعد عقود. وطلاب لهم وقت للإبداع.
كان زوار المعرض من طلاب الكلية والكليات الأخرى ومواطنون من أحياء أم درمان القريبة لكلية التربية. لا أنسى يوم جاء العميد د. محمد عبد الغفار لافتتاح واحد من المعارض ولم يجد الشريط التقليدي الذي يقص بالمقص بل وجد أجهزة ضوئية (فوتو سيل) إذا مر عبرها ضجت الأجراس. ولابد أن يكون شريط جمعية الفيزياء غير تقليدي وأن تترك الخيوط والمقصات للكليات النظرية أو هكذا كنا نفكر في ذلك الزمن.
زرت المعرض المقام الآن ضمن فعاليات أسبوع المعلم التاسع بكلية التربية. لوجدته مثل معارضنا لما فرحت فهذه العقود خطى فيها العالم خطوات كثيرة إن لم نقل طار. مجالات الفيزياء اليوم شيء متسارع.
وجدت نماذج وشروح لعدة تطبيقات تشمل الصواريخ والأقمار الاصطناعية والموجات متناهية القصر والاتصالات المتطورة يوماً بعد يوم ويقوم على كل جهاز طالب أو أكثر للشرح للجمهور الذي ملأ القاعات. طبعاً الكمبيوتر سيد الموقف وعلى أيامنا كان بكبر مصنع وذي مهمة واحدة فقط استخراج نتيجة الامتحان وحتى هذه غالطه فيها شاعر يا سيدة لا الكمبيوتر غلطات كثيرة بيعملها. وين كمبيوتر السبعينات من كمبيوترات هذا الزمان من حيث المساحة وحيث السرعة وصغر الحجم.
وجدت بعض أجهزتنا صامدة ونظرت إليها بحنية شديدة كالذي وجد صديقاً يعرفه غاب عنه سنيناً وكيف أنسى هذه الأجهزة المتينة ذات القواعد الخشبية وهذه كانت سائدة قبل انتشار البلاستيك قصير العمر. الفولتميتر والأميتر والمساطر والمايكرسكوب المتحرك والزجاج المتين بكل أشكاله كثير من الأجهزة بقي كل هذه المدة والحمد لله.
صراحة أومن إيماناً قاطعاً كل جيل خير من الذي قبله أو هكذا يجب أن يكون وإلا لوقفت الحياة. لا تسمعوا يا أبنائي للباكين على الزمن الجميل لم يكن جميلاً ولا حاجة زمانكم أجمل وأفضل وأفيد أملوا أنفسكم ثقة وسيروا للأمام.
شتان بين معرض الفيزياء اليوم ومعارضنا.
بلغتكم مليون لايك

ليست هناك تعليقات: