إذا ما امسكت برغيفة من رغيف هذا الزمان ووضعتها بين
أصبعيك ومططت شفتيك مستاءً من حجمها ونوعها ولم تذق طعمها بعد، إذا ما حدث كل هذا
فاعلم أن هذا نتيجة خلل اقتصادي مستفحل. والخروج منه بين يدينا رجوع الى غذائنا
الطبيعي ذرة ودخن في مناطق وفي أخرى قمح وقراصة سمكها بالسنتمترات.
ومخرج آخر توطين زراعة القمح وهو شعار رفع من زمن بعيد
ويعلو ويهبط وكأنه صدر يشكو من أزمة تنفس، بأسباب سياسية وأحيانا إدارية.
دعونا من الماضي (اليوم العلينا دا) محصول القمح مبشر
جداً والمساحات المزروعة في مشروع الجزيرة 336 ألف فدان، لا أقول بقدر الطموح ولكنها
معقولة. ليست هذه القضية ولكن الزراعة سلسلة مترابطة أي خلل في حلقة من حلقاتها
يهزم الزراعة ويقضي على المحصول جزئياً او كلياً.
على سبيل المثال الموسم الماضي كان محصول القمح من
أبدع ما يكون الى أن وصل الحلقة قبل الأخيرة هي الحصاد وكان سيئاً جداً قلة الحاصدات
وجودة الحاصدات كانت متدنية جداً والفاقد كان كبيراً ومعلوم ضيق وقت الحصاد، القمح
حين يحين حصادة لا يحتمل أي تأخير والا سقط على الأرض. وجاءت مشكلة الترحيل وكانت
شاقة جداً مما عرض المزارعين لابتزاز المرحلين ابتزاز بلا رأفة والمزارع كان بين
خيارات سيئة إما المبيت ليالي مع جوالاته أو الركون الى ابتزاز المرحلين.
والمرحلون كانوا يضعون اللؤم على الجهات المستلمة (البنك الزراعي) الذي لم يكن على
قدر المحصول مما اضطره الى إجراء معالجات تخزين سريعة وتوسعة مواعين وإيجار
مستودعات أخرى.
حين نطلق صافرة الإنذار هذه من وقت مبكر نتمنى أن
تعالج كل مشاكل الموسم الماضي وألا يأتي يوم الحصاد ويأتي من يقول جوالات ما في أو
حاصدات ما في أو المخازن لم تكن جاهزة.
ثم الحاصدات الممتازة والتي لا تضيع الزبدة كيف تدخل
حقل حاصدة تضع نصف الإنتاج في الأرض والنصف الآخر في خزانها وتقول للمزارع مع
السلامة النتيجة صفر. (طبعا هذا للمبالغة).
وفي اتصال بالسيد محافظ مشروع الجزيرة الأخ المهندس
سمساعة وعد بأن كل المشاكل التي ظهرت في الموسم الماضي وضع لها جدول حلول ولجان من
الآن لتقوم بالواجب على أحسن حال.
وقفت معه في فحص الحاصدات والتشديد على الفاحص ويجب أن
يتحمل المسئولة كاملة أعني مسئولية إدخال حاصدة غير مطابقة للمواصفات او حاصدة
(هكرة) أكل الدهر عليها وشرب.
والذي جعل هذه الحاصدات تعمل هو طريقة حساب عملية
الحصاد التي كانت في يوم من الأيام بالجوال تغيرت للفدان وهذه تجعل كل حاصدة قطعت
مسافة في الحقل لها أن تأخذ تكلفة الحصاد ولو لم تحصد قمحاً.
لماذا لا يعاد النظر في هذا الموضوع الخطير.
متى نحصد كما يحصد العالم قمحاً سائباً من السنبلة الى
الحاصدة الى الشاحنة الى المستودعات. لا لواري ولا شوالات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق