الاثنين، 29 فبراير 2016

14 ألف وعادل الباز

 
 11-02-2016
الخبر (أكد الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج حاج ماجد سوار، مغادرة ألفي أستاذ جامعي في الأربع سنوات الماضية بمعدل 500 في العام، و(4) آلاف طبيب بمعدل ألف في العام، و(8) آلاف مهندس بمعدل ألفين في العام).
ونسي أن يقول وعادل الباز!
الموقف الوجداني عند سماع نبأ هجرة أي فرد يتوقف على أشياء عديدة ، قد يكون فرحاً لشاب في مقتبل العمر يريد أن يبدأ الحياة مختصراً الزمن (ببيع) بعض من عمره في عالم لا يعرف قدره ويقدم من التنازلات ما يمكن تعويضه إذ للشباب متسع من العمر للتعويض، والأعمار بيد الله.
وقد يصل الموقف الوجداني حد البكاء عندما يكون المهاجر في قامة وعلم وثقافة وعُمر الأخ الصديق الأستاذ عادل الباز. هجرة عادل وقائمة العلماء أعلاها التي ذكرها سوار مؤشر يجب أن تقف عنده مراكز الدراسات ووزارات العمل هذا ولن أذكر الحكومة إذ لا يمكن أن يكون المعالج هو الجاني.
مؤشر خطير أن يهاجر العلماء والأطباء والمهندسون بهذا المعدل الذي لا يحتمل ولا يمكن تعويضه والمتحججون بكثرة الجامعات وخريجيها عليهم أن يضعوا في الحسبان هجرة الفي أستاذ جامعي هل يعقل أن يكون كل هذا العدد كان فائض عمالة أو over staff طبعاً مستحيل واسألوا الجامعات كيف عانت من هجرة الأستاذ الجامعي ذو الخبرة وكيف ملأت الفراغ إما بإضافة أعباء على الأساتذة الكبار أو قبول الحد الأدنى.
رب قائل آلاف في قامة عادل الباز هاجروا لم أضفته لقائمة المهنيين بهذه السهولة. السبب ليس لأن عادل صديق عزيز ولكن عادل كان رمزاً في الساحة الثقافية وحاول وجرب كثيرا ليبقى في السودان. ترأس تحرير عدة صحف منها الثقافي (سنابل) وصحف سياسية أخرى (الصحافة)، (الأحداث)، (الخرطوم) وقدم من خلال التلفزيون الكثير المفيد في البرامج والدراما وكان مبدعاً في كل عمل يقوم به. وما كتابه الأخير(أيام كارلوس في الخرطوم) إلا شاهدا على ذلك. عندما يهاجر من جرب كل هذا معناها (كتمت) كما يقول شباب هذا الزمان.
حزين على وطن أصبح طارداً وهجرة العقول من أمرَّ الهجرات وتعقد لها المؤتمرات والورش ويبحث لها عن حلول إلا في سودان الإنقاذ هذا، عندما يتبجح الوزير المختص في الصحة ويقول: خليهم يهاجروا غيرهم في أضعاف. ضارباً عرض الحائط بالخبرات والتخصصات ومستشفيات وزارته تشكو الأمرّين.
وحزن آخر؛ عائد هجرة هؤلاء على الوطن ربما يأتي في زيادة الخبرات والمنافع الخاصة أما الفائدة القومية، وأثرها على الاقتصاد خصوصاً، فهي معدومة تماماً لانعدام الثقة بين المهاجر والدولة ونقص القادرين على التمام إذ لم يجد القائمون على الاقتصاد حتى يوم الناس هذا ما يقنعون به المغترب ليكون داعماً للاقتصاد بينما دول أخرى تضع تحويلات ومدخرات المغتربين بنداً رئيساً في ميزانيتها.
لك الله يا بلدي . عادل فرقك علينا صعيب.

ليست هناك تعليقات: