السبت، 17 مايو 2014

لا يا ضياء الدين بلال


                                 بسم الله الرحمن الرحيم
                         

ما أصعب الاختلاف مع صديق عزيز على نفسي  مثل ضياء الدين بلال رئيس تحرير (السوداني). وجدت نفسي أقول بعد نهاية المقال لا يا ضياء لا يا ضياء .
كتب صديقي ضياء في لحظة غضب وتشاؤم عن الجزيرة ولاية ومشروعاً تحت عنوان ( ضع منديلاً على أنفك) كلاما قاسياً والله لو غضب مثل هذه الغضبة على نتيجة امتحانات الاساس وما صاحبها من سوء رصد واخراج مثل ما كتبنا عنها لصفقت له.
صراحة المقال تحريضي لوالٍ جديد على الولاية يلفته فيه الى الاقتصاد وما ينفع الناس. غير أن عبارة واحدة هي التي هيجتني وحركت أصابعي للكي بورد على عكس ما كنت أفعل في السابق حيث كنت اتصل عليه هاتفيا ونأخذ وندي ونعلق على الموضوع.
كتب ضياء في لحظة غضب هذه العبارة: (وعندما نفشل في توطين القمح في الجزيرة، نعقد مؤتمراً لتوطين رواية الدُّوري!). يا أخي ضياء القمح هذا العام أفضل عام على زراعته وفرح به المزارعون فرحاً شديداً وسيكون لتجربة هذا العام ما بعدها من انتاج ورفع في الانتاجية ، كما يقولون. المتوسط هذا العام 12 جوال للفدان وتسويق رائع شراء من قبل الدولة بسعر مجزئ ولم يصاحب القمح هذا العام سالب واحد لماذا لا ننظر الموجب ؟ هل وظيفة الصحافة الردحي والتجريح أم نقل الواقع خيره وشره. وتأتي يا ضياء في لحظة غضب  على ( ابتسم انت في ود مدني) وصور لمكان في مدني تنسف كل هذه الفرحة التي هي الاقتصاد الذي بكيت عليه ووجدته في البحر الأحمر ولم تجده في الجزيرة .
ثم ما العيب في توطين رواية الدوري والمؤتمر الذي لها عقد كل يؤدي دوره، علماء القراءات يقومون بدورهم لماذا تبخسون هذا الجهد أم أصابتك العدوى من صديقنا الطاهر ساتي الذي لا يرى في الوجود شيئاً جميلا كما قال الشاعر.
يا ضياء ما بيننا من ود انت أعلم به ولكن غضبتك اليوم لم تعجبنا وما هو ماضي ود مدني الذي يتباكون عليه؟ هل كل هذا البكاء على ليالي الموظفين في مدني في سابق الزمان؟ ومن لا يعرف كيف كانوا يقضون لياليهم وخصوصا ليلة الجمعة.( خميسك لو تبيع قميصك).
يا سادتي يجب ان تكون الصحافة أمينة لا اقول أن مدني هي جنة الله ولا أقول ان ولاية الجزيرة هي رائدة التنمية ولكن دعونا نعالج الامور بلا انفعال وبموضوعية. ونعين الوالي الجديد بنقد يقدم وليس بنقد يدمر.
وعلى الوالي الجديد ان يتسع صدره للنقد وليدع الماضي وراءه وإياك أخي الوالي ونظرية الانتقام ستضيع زمنا طويلاً وتخسر وتكون خسارة الولاية أكبر. نسأل الله ان يتم على يديك خير كثير في مقبل الايام. يوطن القمح ويوطن رواية الدوري.
عفوا ضياء ما كنت أريدها هكذا ولكن للقراء حق في ان يرووا من كل الزوايا.
الصيحة مايو 2014 م

ليست هناك تعليقات: