الجمعة، 2 مايو 2014

عايز بهائمك ادفع


                                بسم الله الرحمن الرحيم
                        

هذا العنوان يمكن ان يختصر في كلمة واحدة هي السالف، ولكن خفنا ان لا يفهمها كثير من القراء.    
عفوا دعونا نشرح ما هو السالف. السالف هو ان تدفع لأشخاص ليردوا لك ما سرقوه منك ودائما ما يكون المسروق إما أبقار او أغنام، تُسرق ليلاً وعندما يبحث عنها صاحبها ومعه معارفه ويتعبوا من البحث عندها يأتيهم من يقول لهم ادفعوا كذا لفلان وإن شاء الله ترجع ليكم ( إن شاء الله من عندي الذين يعرفون الله لا يسرقون). طبعا الدفع بشروط وفي أماكن خاصة حتى لا يظهر أي جسم رسمي شرطة او أمن ويكشف مكان العصابة.
 قبل عدة سنوات انتشرت ظاهرة السالف في ولاية الجزيرة بشكل كبير، على ايام الوالي عبد الرحمن سر الختم وأصر على القضاء عليها وكان له ما اراد. ونسي الناس الظاهرة سنين عددا ونام سكان الجزيرة آمنين على بهائمهم أو ثروتهم الحيوانية. لكن كيف قضى الفريق عبد الرحمن سر الختم على السالف هذه تسأل منها الأجهزة الأمنية.
الآن عادت الظاهرة بكثافة وزادت وسائلها إذ استخدمت فيها السيارات والموبايلات والاسلحة النارية. كانت احسب ان الظاهرة في ولاية الجزيرة فقط ولكن بالأمس اتصل علي أحد القراء وقال الوضع في ولاية كسلا والقضارف لا يطاق ولا يأمن أحد ان يصبح ويجد بهائمه أمامه والجديد ان السالف صارت له أسعار الشاة 500 جنيه والبقرة 1500 جنيه بشرط لا تسأل عن التي ذبحت والتي بيعت.
   هذه مؤشرات في غاية الخطورة من الناحية الامنية والاقتصادية . فلن يتحمس مواطن والوضع هذا لتربية مواشي، وكم راهنت الدولة على الثروة  الحيوانية وصادرها. سيحل الفقر بهذا القطاع وسينعدم اللبن او يغلى سعره وهذا له خطورة صحية سيدفع المواطن والدولة ثمنها أضعافا مضاعفة.
    فقدان المواطن لثقته في الدولة أكبر كارثة إذا ما شعر المواطن العادي في هذا الجزء من السودان والذي كان يعد الأكثر أمناً، إذا ما شعر بضعف الدولة أمام هذه الظاهرة وعدم قدرتها على حسمها تكون المصيبة أكبر وسيزداد عدد لصوص المواشي إذ الأمر مربح جدا، بحساباتهم ، مسدس وبوكس او رشاش ودفار وحبة شمشارة أو سمسارة كلو صاح وتقبض السالف او تبيع المسروق.
مراجعة خطة عبد الرحمن سر الختم مطلوب.
ولكن أسوأ ما في الموضوع ضعف المواطن في اسراعه لتلبية طلبات السارقين ودفع ما يطلبون ليسترد مسروقاته. والكتمان على ذلك جريمة لابد من تعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية ولا يتم ذلك الا إذ وثق المواطن من ان الاجهزة الأمنية قادرة على حمايته. ( تلاحظون أنني استخدم كلمة الأجهزة الأمنية خوفا من ذكر واحدة فقد المواطن ثقته في كثير من أفرادها وما ذلك الا لضعف رواتبهم التي صارت تبيح لهم أن يزيدوها بطريقتهم).
المسألة مركبة ولكن لابد من تنسيق بين عدة ولايات للقضاء على ظاهرة السالف. هذا إذا وجدت إرادة مثل إرادة عبد الرحمن سر الختم في القضاء على السالف.


 الصيحة ابريل 2014 م

ليست هناك تعليقات: