السبت، 17 مايو 2014

الأحزاب البائسة


                                بسم الله الرحمن الرحيم
  
   إن كان مظفر النواب بدأ قصيدته البذيئة القدس عروس عروبتكم(....... لا استثني منكم أحدا). فأنا اترفع عن مثل تلك الالفاظ البذيئة. ونسأل الله ان لا توصلنا حالة غضب لذلك الدرك السحيق.
   حديث كثير عن الديمقراطية (تلوكه) الألسن هذه الايام وكيفية توظيف الحرية لبناء الديمقراطية. غير ان المراقب لأحزابنا الحكومي منها والمتحوكم والمعارض كلها بائسة ولا ترضي طموح الشعب الصابر.
   أحزاب لا تمارس الديمقراطية في داخلها وتطالب بها الآخرين كيف يستقيم ذلك؟ رؤساء أحزاب بعشرات السنين لم يتغير رئيس حزب الا بالموت؟ ورؤساء بعض الأحزاب عاصروا أكثر من عشرة من رؤساء أمريكا وهم على نفس كرسي رئاسة الحزب. عدد الرؤساء الامريكان من جون كينيدي الذي اغتيل في 22/11/1963 (يومها كنا في الأول متوسط وما زلت اذكر المكان الذي سمعت فيه النبأ). الى يومنا هذا حكم أمريكا عشرة رؤساء منهم من ترأس 4 سنوات ومنهم من ترأسها 8 سنوات. ولكن بعض أحزابنا  منهم ترأس الحزب أكثر من خمسين سنة كيف يقبل هذا عقل يعرف تبادل السلطة او الديمقراطية. طبعا الأشد بؤساً الأحزاب التي تسمى أحزاب الفكة والتي عدد أعضائها أحيانا لا يؤهلها لتصبح لجنة شعبية ولكنها امام مكر المؤتمر الوطني وقبوله لضعاف الذمم صاروا يجدون المقعد والمقعدين في الحكومات العريضة. وصدقت أحزاب الفكة أنها أحزاب ولا أدري كيف ستدخل الانتخابات القادمة والتي ستكون بعدها تصفية لكل حزب لم يحقق قدرا معينا من الاصوات. أغلب الظن أنها ستفتعل ما تزوغ به من الانتخابات مثل الميزانيات والوقت الكافي.
     أما الحزبان الكبيران فما عادت مائدة (الاستوزار) التي صارت حتى للصغار، ما عادت تشبع رغباتهم بل طالبوا بدخول القصر حيث كذا وكذا. ونال المساعد والمساعدين ورغم وجود ابناء الزعماء دون ان تطرح منحة المؤتمر الوطني على الحزب وأعضائه كل زعيم جاء بولده ، وبعد أن ضمنوا دخول ( جنا المصارين القصر) بدأوا في ابتزاز المؤتمر الوطني وهو أصلا جاهز للابتزاز وقال الحزبان هذان المساعدان لا يمثلان الا نفسيهم والحزب. معارض للحكومة ولكن بالوسائل السلمية.
وإذا ما حاول حزب تغيير أمينه العام فلا انتخابات ولا يحزنون أقربهم لبيت الزعيم هي البديل ولو لا الحياء لصارت واحدة من كريماته هي الامين العام للحزب ويصبح حزب العائلة على وزن شركة العائلة.
صراحة لا أرى أمامي حزب يستحق الاحترام ( كده بالجملة ) ولكن والحال هذا فما من خيار غير أقلهم سوأً ولكن عليه ( أن يتحلل) حلوة يتحلل. وتحلله الذي نريده منه من كل قرش دخل جوف أعضائه يجب ان يخرج ويرد للخزينة العامة. وعليه باحترام القضاء حتى تقوم على الكبير والصغير.
ثاروا ضد عبود وبكوا عليه وثاروا ضد نميري واعترفوا له أن الفساد لم يزكم الانوف في عهده الى هذه الدرجة. رباه إذا ما ذهبت ( الانقاذ) بكل عجرها وبجرها هل سيفقد الناس الأمن؟!!!
وما سورية ببعيدة ولا العراق ولا ليبيا ولا مصر.
الصيحة مايو 2014 ا

ليست هناك تعليقات: